ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[27 - عز وجلec-2007, صباحاً 01:33]ـ
لا يا شيخنا الفاضل، لم يقل بهذا أحد فيما أعلم، وإن أردتَ أن تعرف صحة كلامي، فأعرب هذه الجملة (ضارب زيد عمرا)، فلا أعرف أحدا أعربها على أن كلا (زيد) و (عمرو) فاعل، بل هي تعرب بالإجماع (زيد: فاعل) و (عمرو: مفعول به).
ولو كان هذا الفعل دالا على ذلك بالمطابقة ما تخلفت هذه الدلالة، كما في قوله تعالى: {قاتلهم الله}، وقول النبي صلى الله عليه وسلم (فإن سابه أحد أو قاتله)، وقول العرب (عاصيت عذالي)، وهو كثير في كلامهم.
وتقول العرب: سابقت فلانا فسبقته، وصارعته فصرعته، وفاخرته ففخرته، والمقصود من كل ذلك (حاولت بذل جهدي في المسابقة والمصارعة والافتخار حتى سبقت وصرعت وفخرت)، فالفعل دال على صدور هذا الجهد من الفاعل، وإنما فُهِم من الكلام بدلالة الالتزام (أو التضمن) أن الشخص الآخر فعل نظير هذا الفعل.
ومن الأدلة على ذلك أيضا أن العرب تفرق بين قولنا (صارعته فصرعته)، وقولنا (صارعني فصرعته)، فالأول معناه أن التهمم والطلب والمناشدة كان مني، والثاني معناه أن التهمم والطلب والمناشدة كان منه، وإن كنت قد صرعته في الحالتين ولكن بين العبارتين هذا الفرق في المعنى.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[27 - عز وجلec-2007, صباحاً 01:55]ـ
فأعرب هذه الجملة (ضارب زيد عمرا)، فلا أعرف أحدا أعربها على أن كلا (زيد) و (عمرو) فاعل، بل هي تعرب بالإجماع (زيد: فاعل) و (عمرو: مفعول به).وفقكم الله
وهل تظن أنني أقول بأن عمرا من قولنا: ضارب زيد عمرا تعرب فاعلا أبدا حتى تورد عليّ ذلك.
إنما أردت أن أبين أن تعليلك لعدم إعراب عمرو في قولنا: ضرب عمرو وزيد الكرة هو وجود الواو ودلالة العطف
وهذه الجملة لا وجود للعطف فيها وعمرو قد قام بنفس الفعل الذي قد قام به زيد ومع ذلك أعرب مفعولا.
فأنا الذي أوجه لك السؤال: لماذا أعرب مفعولا؟
فلا تجب بالسؤال نفسه.
فكما عللت عدم إعراب عمرو في: ضرب زيد وعمر الكرة فاعلا بقولك:
الجواب:
السبب هو (الواو) الفارقة بين المثالينوسبب آخر، وهو أن العطف في نية إعادة الفعل، وكلا السببين لا وجود لهما في مثالنا.
فيلزمك أن تورد سببا علميا لإعراب عمرو مفعولا وليس فاعلا.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[27 - عز وجلec-2007, صباحاً 02:08]ـ
وفقك الله
أنا أفرق بين جملتين معينتين، ولا يلزم أن يكون هذا التفريق هو نفسه في كل شيء في الوجود، فتأمل!
فمثلا إذا قلنا (أعطى زيد الفقراء والنساء) فالواو هنا تمنعنا من أن نقول (المساكين) مفعول به ثان لوجود الواو، أما إذا قلنا: (أعطى زيد الفقراء النساء) فحينئذ نقول: مفعول به ثان، فالمقصود التفرقة بين هذين المثالين بعينهما، وليس مطلق التفرقة بين كل العبارات المستعملة في الكلام حتى يلزمني ما تقول.
والسؤال كان عن شيء معين، وهو إعراب الكلمة فاعلا ثانيا كما أعربناها في المثال الآخر مفعولا ثانيا، فهذا هو ما وقع السؤال عنه، والجواب المطابق للسؤال.
فليس المقصود التعليل، وإنما المقصود التفريق.
والله أعلم
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[27 - عز وجلec-2007, صباحاً 02:48]ـ
وهل يعبر عن التفريق بقول: السبب هو كذا
أليس هذا التعبير صريحا في التعليل؟
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[27 - عز وجلec-2007, صباحاً 03:57]ـ
نقل ابن جني في الخصائص قول أبي إسحاق في رفع الفاعل ونصب المفعول:
(إنما فعل ذلك للفرق بينهما، ثم سأل نفسه فقال: فإن قيل: فهلا عكست الحال فكانت فرقاً أيضاً؟ قيل: الذي فعلوه أحزم، وذلك أن الفعل لا يكون له أكثر من فاعل واحد، وقد يكون له مفعولات كثيرة، فرفع الفاعل لقلته، ونصب المفعول لكثرته، وذلك ليقل في كلامهم ما يسثقلون، ويكثر في كلامهم ما يستخفون.) ا. هـ.
ولهذا إذا جاء الفاعل مثنى أو جمع بعد الفعل جردوه من الضمير؛ حرصا على أن لا يكون في الجملة أكثر من فاعل.
وفي هذا يقول ابن مالك:
وجرد الفعل إذا ما أسندَ **** لاثنين أو جمع كفاز الشُّهدا
أي اجعل الفعل مجردا إذا أسندته لمثنى أو جمع، فقل "فاز الشهداء"، ولا تقل: "فازوا الشهداء".
وحتى ما ورد خلاف ذلك أوّلوه كما في لغة (يتعاقبون فيكم ملائكة) المسماة (أكلوني البراغيث)
بل إن نظرية تشومسكي تقوم على أن اللغات الإنسانية جميعا لغة واحدة على مستوى البنية العميقة.
¥