ـ[عيد فهمي]ــــــــ[25 - عز وجلec-2007, مساء 05:54]ـ
الجواب:
(أولا) الذي قال: (إن الكيف بمعنى الحال) أخطأ في ذلك خطأ بينا؛ إذ إن مقتضى كلامه أن يقال: (أخبرني عن كيفِك) و (ما كيفُك مع فلان) ... إلخ وهذا وأمثاله يظهر فيه العي والحصر بينا من قائله.
ولو كان كلامه صحيحا لجاز أن يقال (حال زيدٌ؟) بمعنى (كيف زيد؟).وفقك الله. مقصود ذلك القائل أن كيف فيها معنى الحال، فلا يرد عليه ما ذكرتم.
ومثال ذلك (متى) مع (الزمان)، و (أين) مع (المكان)
ألا توافق أنه من العي قول القائل: متى زمان نصر الله؟ و أين مكان شركائكم؟
ولا يقتضي ذلك أن يقال بدلا من: إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا (أينا شرقيا)
ولا أن يقال بدلا من: هذا زمانك فاستأذن لنا عمرا (هذا متاك)
ولا يقال: زمان الساعةُ؟ بمعنى (متى الساعةُ؟)
وليس معنى ذلك أني أقول بذلك ولا العكس.
لكن ذلك لبيان عدم صحة ما أوردتموه على هذا القائل.
والله أعلم.
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[25 - عز وجلec-2007, مساء 06:06]ـ
(ثانيا) قوله: (فيكون هناك تكرار لا فائدة له)، أسأله: فكيف يريد منا أن نقول بدلا من العبارة السابقة؟ وهل فيها تكرار حقا؟ يعني لو قال قائل (كيف) فقط أو قال (الحال) فقط يغنيه ذلك عن باقي العبارة؟ وهذه أيضا رمية بغير رامٍ.
فالعبارة ستصح بحذف (حال) ووضع المضاف إليه بدلا منها
فقولك: كيف حالك؟
تصبح: كيف ك؟
ولأن ضمير المخاطب هنا صار منفصلا مرفوعا يؤتى بما يناسب ذلك
فيقال: كيف أنت؟
وهذه الجملة أشهر من أن يستشهد لها.
ومع ذلك سأستشهد:
في صحيح مسلم: قال رسول الله (ص) لأبي ذر: كيف أنت إذا كانت عليك أمراء ... ولم يقل (كيف حالكَ؟)
وفي صحيح البخاري قال أبو بكر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - لعائشة ابنته رضي الله عنها: كيف أنتِ يا بنية؟ ولم يقل (كيف حالكِ؟)
وفي صحيح مسلم: قال أبو بكر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - لحنظلة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: كيف أنت يا حنظلة؟ ولم يقل: (كيف حالك؟)
وغير ذلك كثير
فهل لديكم شواهد من الشعر العربي الأصيل أو السنة الثابتة الصحيحة على مقولة: كيف حالك؟
فالنقولات المذكورة غير كافية للرد.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - عز وجلec-2007, مساء 06:18]ـ
وفقك الله. مقصود ذلك القائل أن كيف فيها معنى الحال، فلا يرد عليه ما ذكرتم.
ومثال ذلك (متى) مع (الزمان)، و (أين) مع (المكان)
ألا توافق أنه من العي قول القائل: متى زمان نصر الله؟ و أين مكان شركائكم؟
ولا يقتضي ذلك أن يقال بدلا من: إذ انتبذت من أهلها مكانا شرقيا (أينا شرقيا)
ولا أن يقال بدلا من: هذا زمانك فاستأذن لنا عمرا (هذا متاك)
ولا يقال: زمان الساعةُ؟ بمعنى (متى الساعةُ؟)
وليس معنى ذلك أني أقول بذلك ولا العكس.
لكن ذلك لبيان عدم صحة ما أوردتموه على هذا القائل.
والله أعلم.
وفقك الله، لو كان مقصوده ما ذكرتم لم يتم له الاحتجاج به، فلا يصلح إيراده، ولا خلاف أن كيف فيها معنى الحال، ولكن النقاش في أن ذلك: هل يمنع من قولنا (كيف حالك)؟
فلو قلت لك: (أين مكانك الآن؟) لم يكن ذلك خطأ، كما ورد في الأثر (أين مكان جبريل من الله)، وكما قال الشاعر:
يقولون لا تبعد وهم يدفنونني .............. وأين مكان البعد إلا مكانيا
وكذلك لو قلت لك: (متى وقتُ رحيلك؟) لم يكن فيه خطأ، كما جاء في كلام ابن عباس في تاريخ الطبري (ولا يدري المسلمون متى وقت الحج)، وكما قال الشاعر:
بادر بما تدري فما ............. تدري متى وقت الرحيل
ونظم الدليل هكذا:
(إما أن يكون هذا القائل يقصد ما ذكرتُ أنا أو يقصد ما ذكرتم
فإن كان يقصد ما ذكرتم لم يكن له فيه حجة، وإن كان يقصد ما ذكرت أنا كان باطلا بالوجه الذي ذكرتُه.)
وإنما لم يُذكر الوجه الأول في كلامي لأنه لا يحسن حمل قول القائل على ما لا حجة فيه.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - عز وجلec-2007, مساء 06:24]ـ
وهذه أيضا رمية بغير رامٍ.
فالعبارة ستصح بحذف (حال) ووضع المضاف إليه بدلا منها
فقولك: كيف حالك؟
تصبح: كيف ك؟
ولأن ضمير المخاطب هنا صار منفصلا مرفوعا يؤتى بما يناسب ذلك
فيقال: كيف أنت؟
وهذه الجملة أشهر من أن يستشهد لها.
ومع ذلك سأستشهد:
في صحيح مسلم: قال رسول الله (ص) لأبي ذر: كيف أنت إذا كانت عليك أمراء ... ولم يقل (كيف حالكَ؟)
وفي صحيح البخاري قال أبو بكر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - لعائشة ابنته رضي الله عنها: كيف أنتِ يا بنية؟ ولم يقل (كيف حالكِ؟)
وفي صحيح مسلم: قال أبو بكر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - لحنظلة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: كيف أنت يا حنظلة؟ ولم يقل: (كيف حالك؟)
وغير ذلك كثير
فهل لديكم شواهد من الشعر العربي الأصيل أو السنة الثابتة الصحيحة على مقولة: كيف حالك؟
فالنقولات المذكورة غير كافية للرد.
وفقك الله، المراد الرد على الدليل المذكور، وليس عن مطلق تصحيح العبارة، فلو كان في العبارة تكرار كما زعم لكان قولنا (حال أنت) صحيحا كقولنا (كيف أنت)، وهو باطل اتفاقا فسقط دليله.
وأما أن النقولات المذكورة غير كافية، فلا أدري كيف قلت ذلك؛ فيبدو أنك لم تتأمل الشواهد المذكورة؛ فالنقل شبيه بالمتواتر فتأمل، وكثير مما ذكرتُه من عصور الاحتجاج.
ولا يلزم النقل من الكتاب والسنة أصلا لإثبات كلام العرب، إذ لم يقل به أحد.
وكذلك فالعبارة مشهورة جدا عند العلماء في عصور ما بعد الاحتجاج، ولو كانت خطأ لأنكرها واحد على الأقل.
¥