ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - عز وجلec-2007, صباحاً 05:08]ـ

السؤال:

هل ورد في السنة أو في كلام العرب حتى عصور الاستشهاد استخدام عبارة كيف حالك؟ علما بأن الكلمتين بمعنى واحد _ فالكيف بمعنى الحال _ فيكون هناك تكرار لا فائدة له كما يزعم البعض وجزيتم خيرا

الجواب:

(أولا) الذي قال: (إن الكيف بمعنى الحال) أخطأ في ذلك خطأ بينا؛ إذ إن مقتضى كلامه أن يقال: (أخبرني عن كيفِك) و (ما كيفُك مع فلان) ... إلخ وهذا وأمثاله يظهر فيه العي والحصر بينا من قائله.

ولو كان كلامه صحيحا لجاز أن يقال (حال زيدٌ؟) بمعنى (كيف زيد؟).

(ثانيا) قوله: (فيكون هناك تكرار لا فائدة له)، أسأله: فكيف يريد منا أن نقول بدلا من العبارة السابقة؟ وهل فيها تكرار حقا؟ يعني لو قال قائل (كيف) فقط أو قال (الحال) فقط يغنيه ذلك عن باقي العبارة؟

(ثالثا) أقول: ليس شرطا في ثبوت صحة تركيب الكلام أن يثبت بعينه عن العرب الفصحاء؛ إنما هذا شرط صحة المفردات، أو التراكيب العامة، وليس لك أن توجب على الناس أن يأتوا بكل تركيب من مبتدأ وخبر مثلا مسموعا عن العرب بعينه، هذا ما لا يقوله أحد من أهل اللغة. أعني أنك لو نقلت عن العرب (كَتَبَ) ونقلت عن العرب (الرَّجُل) وكان معلوما من كلام العرب أن الفعل يأتي بعده الفاعل، فلك أن تقول: (كَتَبَ الرَّجُل) بغير سماع من العرب.

(رابعا) (كيف) اسم موضوع للاستفهام، ويعرب خبرا، وله الصدارة في الكلام، فقولك (كيف الحال) يجاب عنه بـ (الحال جيد) مثلا، فهي جزء لا غنى عنه لتمام الكلام. ولو قرأت أي كتاب من كتب النحو لما وجدت شيئا مما ادعاه هذا المدعي.

(خامسا) هذه العبارة (كيفَ حالُك) وردت في كلام العرب الفصحاء مرارا لا يحصيها إلا الله عز وجل.

ولو تصفحت كتابا من كتب التواريخ أو قصص الخلفاء لرأيتها عشرات المرات.

كما في قصة المهدي مع المفضل الضبي، وكما في قصة هشام بن عبد الملك مع حماد الراوية.

وقال رجل للحسن: يا أبا سعيد، كيف أنت؟ وكيف حالك؟ قال: كيف حال مَنْ أمسى وأصبح ينتظر الموت، ولا يدري ما يُصْنعَ به.

وقيل لأعرابيّ: كيف حالك؟ فقال: ما حال من يفنى ببقائه، ويسقم بسلامته، ويؤتي من مأمنه.

وقد وردت أيضا في كلام القاضي شريح، في قصته المشهورة مع زوجته زينب، رواها بسنده الجريري في الجليس الصالح الكافي.

(سادسا) أقول أيضا: إن هذا الكلام لو كان له أصل لما تعاقَب العلماء بلغة العرب على نقل مثل هذا التعبير في كتبهم بلا نكير؛

قال الأصمعي: قيل لبعض الصالحين: كيف حالُك؛ قال: كيف حالُ من يَفْنَى ببقائه، ويَسْقَم بسلامَتِه، ويُؤتى من مَأمنه.

ونقل أبو العباس ثعلب في مجالسه عن ابن الأعرابي قال: حضرت مجوسيا الوفاةُ، فقال له قائل: كيف حالك؟ قال: " كيف حال من يريد سفرًا بلا زاد، ويرد على حكمٍ عدل بلا حجة ".

وأزيدك هنا فائدة ذكرها الإمام النووي في شرح مسلم؛ قال النووي: يستحب أن يقال للرجل عقب دخوله كيف حالك ونحو هذا.

والله أعلى وأعلم، وبه الهداية ومنه التوفيق.

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - عز وجلec-2007, صباحاً 05:15]ـ

السؤال:

هل يجوز جمع (وقف) على (وقوفات) و (فرق) على (فروقات)؟ ومثله (شروحات) و (خصومات) ... إلخ؟

الجواب:

الوقف والشرح والخصم ونحو ذلك مصادر، وجمع المصدر سماعي عند أكثر العلماء، فإن سمع علل باختلاف الأنواع مع بقائه على أصل السماع كما نص الفيومي في المصباح.

ولو افترضنا أن جمع المصدر سائغ، أو أن كلمة (وقف) اسم وليست مصدرًا، فحينئذ يقال في الجمع (وقوف)، و (أوقاف).

وأما (وقوفات) فهي جمع الجمع، وأكثر أهل العلم على أن جمع الجمع مقصور على السماع.

والذين أجازوه قياسا خصوه بجموع القلة، و (وقوف) جمع كثرة.

والمجمع القاهري أجازه عند الحاجة.

والله أعلم.

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - عز وجلec-2007, صباحاً 05:20]ـ

السؤال:

هل لمصطلح (محاضرة) أصل، وينظر هنا:

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=24750

الجواب من العبد الضعيف الفاني:

(المحاضرة) تطلق في اصطلاح أهل العلم على ما يسميه أهل الحديث (المذاكرة) أو ما يسمى المدارسة أو المباحثة أو المناقشة أو المطارحة، فكل هذا معناه متقارب.

وهذا الوزن (فاعَلَ) مشهور في لغة العرب لما كان من اثنين، ولذلك فالمحاضرة وما شابهها من الألفاظ تقتضي اثنين أو أكثر، كأن كل واحد منهما يُحضِر حجته، أو يَحضُر بفائدته.

وهذا المعنى يختلف عن الاستعمال الدارج المعاصر الذي هو (الدرس) أو (التحديث) أو (المجلس) أو (الإملاء) أو (التعليم) أو نحو ذلك.

فهذه هي الألفاظ المستعملة كما قال الآمدي:

تصدر للتدريس كل مهوس .............. إلخ

وقال ابن عرفة:

إذا لم يكن في مجلس الدرس نكتة .............. إلخ

وقال الصنعاني:

كأنا إذا ما مجلس العلم ضمنا .............. إلخ

وأما المحاضرة بالمعنى المعاصر فهي مستحدثة، كما قال علي الجارم:

سعدت مصر بالجهابذ في الطب ........... فكم من (مُحاضِر) ومعيد

وللفائدة: جاء في مقدمة تحقيق المجالسة لمشهور:

((أما المحاضرات فهي جمع محاضرة، وهي تدل على ما يلقيه المعلم على طلبته في أي فرع من فروع المعرفة، وفي أي مكان، والواقع أن الأصل اللغوي لهذه الكلمة لا يدل بشكل مباشر على هذا المعنى.

ومع هذا فقد عرف العرب المحاضرة بمعنى المساجلة الشعرية بين شاعرين، وبمعنى المجادلة في مجلس الخصومة وبمعنى التحدث في المجلس بالطرف والنوادر، فإذا حسن مجلس شخص ما وظرف فهو حسن المحاضرة)).

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015