ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Mar-2007, صباحاً 08:25]ـ

السؤال:

هل صحيح ما يقوله بعضهم من أن مدرسة البصريين هي مدرسة السماع ومدرسة الكوفيين هي مدرسة القياس؟

الجواب:

شاع عند بعض المعاصرين من الدارسين أن مدرسة البصريين هي مدرسة السماع ومدرسة الكوفيين هي مدرسة القياس، وبعضهم يقول إن البصريين يشبهون أهل الأثر والكوفيين يشبهون أهل الرأي.

وهذا الكلام عند التأمل لا يثبت على النقد ولا ينطبق على الواقع؛

فلننظر لماذا أطلقوا على البصريين أهل السماع ولماذا أطلقوا على الكوفيين أهل القياس؟

الملاحظ عند البصريين أنهم يتثبتون في السماع فلا يقبلون منه إلا ما ثبت وكثر في كلام العرب، ولا يقيسون على أي نص ورد عن العرب إلا إن كان فاشيا في كلامها معروفا بالنقل الصحيح

ومن هنا أطلق عليهم (أهل السماع)

أما الكوفيون فهم كانوا يحتجون أحيانا بالشاهد الواحد ويقيسون عليه في النحو، ولا يشترطون أن يكون فاشيا كثيرا في كلام العرب.

ومن هنا أطلق عليهم (أهل القياس)

ولكن الذي يتأمل بعض التأمل يتضح له أن هذا الكلام السابق فيه نظر؛

ولذلك نجد فريقا آخر من الدارسين يطلقون على البصريين أهل القياس ويطلقون على الكوفيين أهل السماع.

وبنوا هذا على أن البصريين قعدوا القواعد والأصول والأقيسة وردوا ما ورد من الشواهد إذا خالفت المعروف الشائع من كلام العرب، فهم بذلك قدموا القياس على السماع، ومن ثم أطلقوا عليهم أهل القياس.

وأما الكوفيون فكانوا لا يعبأون بالأقيسة إذا خالفت ما ورد عن العرب، فيقدمون ما ورد عن العرب وإن خالف القياس ويجيزونه أو يجعلون له بابا من كلام العرب، ومن ثم أطلقوا عليهم أهل السماع.

إن المتأمل في الطريقتين السابقتين يتضح له أن الأخيرة هي الأقرب للصواب.

وكذلك إذا تأملنا وجه الشبه بين المدارس النحوية والمدارس الفقهية وجدنا أن الأقرب للنظر أن يكون البصريون مشابهين لمدرسة الرأي لأن أهل الرأي كانوا يضعون الأقيسة والقواعد ثم يردون بعض النصوص إذا خالفت هذه القياسات.

أما أهل الأثر فهم يقدمون النص على القياس حتى وإن لم يكن للنص قياس يعرف أو لم يكن النص مشهورا في الرواية.

أما أهل الرأي فاشترطوا بعض الاشتراطات كأن يكون الراوي فقيها أو أن يشتهر الحديث بدعوى أنه مما تعم به البلوى فلو كان موجودا لنقل واشتهر، وأشباه هذا الكلام الذي يأباه أهل الأثر.

فكذلك البصريون لم يكونوا بقبلون الرواية من أي أحد خاصة إن خالفت القياسات والقواعد التي قعدوها، والمسألة الزنبورية المشهورة بين سيبويه والكسائي من المسائل المشهورة جدا في هذا الباب، فقد ذكر سيبويه أنه لا يقال (فإذا هو إياها) والصواب (فإذا هو هي) لأنه لا وجه للنصب، أما الكسائي فاحتج بكلام أربعة من الأعراب المشهورين عند الكوفيين والبصريين، ولم يعبأ الكسائي بعدم وجود وجه للنصب.

فنلاحظ هنا أن سيبويه قدم القياس على السماع، والكسائي قدم السماع على القياس.

والله تعالى أعلم، وهو الهادي إلى سواء السبيل.

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Mar-2007, صباحاً 08:28]ـ

السؤال:

ما معنى قولهم (من باب أولى)

الجواب:

قولنا (من باب أولى): كلمة (باب) مضافة إلى كلمة (أولى) ولكن لا تظهر علامة الإعراب على (أولى) لمكان الألف المقصورة.

وكلمة (أولى) هنا علم منقول لكثرة الاستعمال، وذلك أن الناس كثيرا ما يقولون: كذا أولى من كذا، كذا أولى من كذا، فصار كلام الناس في أشباه هذه المسائل كأنه باب مستقل من العلم يطلق عليه باب (أولى).

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Mar-2007, صباحاً 08:29]ـ

السؤال:

ما معنى قولنا (كذا عبارة عن كذا)

الجواب:

قولنا (كذا عبارة عن كذا). العبارة بمعنى التعبير وهو التأويل، يقال: عَبَر الرؤيا يعبرها عَبْرًا وعِبَارَةً أي أولها، وعبَّر يُعَبِّرُ تعبيرا.

فقولك (كذا عبارة عن كذا) بمعنى أن (كذا) يُعَبَّرُ به عن (كذا).

فإذا قلت: (الصلاة عبارة عن الصلة بين العبد وربه) فمعناه: كلمة (الصلاة) تعبر عن هذا المعنى وهو (الصلة بين العبد وربه).

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Mar-2007, صباحاً 08:29]ـ

السؤال:

هل قولنا (يُوجَد كذا وكذا) صحيح لغة؟

الجواب:

الفعل (يُوجَد) مبني للمجهول، وأصله (وُجِدَ) الثلاثي، واستعماله صحيح فصيح.

قال معاوية بن مرداس:

فهل يشكرن أبو سلامة نعمتي *********** وظني به أن سوف يوجد شاكرا

وقال عمرو بن شأس:

نَعلو بِهِ صَدرَ البَعيرِ وَلَم *********** يُوجَد لَنا في قَومِنا كِفلُ

وقال ضابئ البرجمي:

وقائِلَة لا يُبْعِدُ اللّهُ ضابئاً ********** إِذا القِرْنُ لَمْ يُوجَدْ له مَنْ يُنازلُهْ

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Mar-2007, صباحاً 08:30]ـ

السؤال:

ما معنى (مسقط رأس الإنسان)

الجواب:

كلمة (مسقط) إما مصدر ميمي للفعل سَقَط، تقول: سقَط يسقُط سُقوطا ومَسْقَطا، أو هي اسم مكان من (سقَط) ومعلوم أن اسم المكان المشتق من الثلاثي المضموم يكون مفتوحا.

فمعنى (مسقط رأس الإنسان) أي المكان الذي سقطت رأسُه فيه من بطن أمه، وهي كناية عن مولده.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015