ـ[أبو عبيدة الهاني]ــــــــ[12 - Mar-2007, صباحاً 09:02]ـ

... بل هو للجميع

ـ[أبو حماد]ــــــــ[12 - Mar-2007, مساء 01:29]ـ

جميل هذا التباحث، ولكم أرهق طلبة العلم مثل هذه المواضيع التي لا تعود عليهم بالنفع والفائدة، بل هي مضيعة للعمر، أن يقضي سني بحثه وطلبه وجده في تحرير المصطلحات، ثم لا يجد من وراء ذلك فائدة كبيرة.

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - Mar-2007, مساء 07:46]ـ

أخي الكريم أبا عبيدة

جزاك الله خيرا على إنشاء هذا الموضوع، وبرغم أني أخالفك فيما قلت إلا أن النقاش في هذا الموضوع لن يخلو من فائدة؛ لأنه يكون كالتقعيد والتأصيل في مسائل مهمة تفيد جمعا من طلاب العلم.

وبدأة ذي بدء أحب أن أنبهك على خطأ في كلامك، أو يمكنك أن تقول: (شيء يوهمه كلامك)، وهو أنك لا تفرق بين (أهمية التفريق بين المشتركات والمتقاربات) وبين (أهمية معرفة الحدود والمصطلحات).

فلا شك أن التفريق بين الألفاظ المتقاربة والتمييز بين المشتركات في مواطنها وسياقها من أهم الأمور لطالب العلم، بل إن عدم الاهتمام بهذا الأمر أوقع كثيرا من الناس في أخطاء فاحشة في أعظم أصول الدين كما بين شيخ الإسلام ابن تيمية في غير موضع من كتبه كـ (بيان تلبيس الجهمية)، وذلك أنهم يخدعون الناس بالألفاظ التي فيها إيهام واشتراك، كـ (الجهة) و (الحيز) و (الجوهر) و (العرض) و (التشبيه) و (الانقسام) و (التجسيم) و (الأحد) وغير ذلك، ثم يبنون على هذه الكلمات أحكاما مخالفة للكتاب والسنة.

ولا يخفى عليك يا أخي الفاضل أن التمييز بين المتشابهات لا يلزم منه معرفة الحدود؛ فإن كل عاقل يميز مثلا بين العلم والحس، ويميز بين البديهة والنظر، ويميز بين الطول والقصر، ويميز بين الصلاة والزكاة، وبين العادة والعبادة، ولا يلزم من كل ذلك أن يكون عارفا بالحد لكل منها.

فمثلا إذا نظرنا إلى تعريف الصلاة وجدنا بعض العلماء يقول (الصلاة عبادة مخصوصة مفتتحة بالتكبير ومختتمة بالتسليم)، وبعضهم يقول (الصلاة قربة فعلية ذات إحرام وسلام أو سجود فقط)، فوجدنا بعض الناس يستند إلى هذا التعريف الثاني في مسألة اشتراط الوضوء واستقبال القبلة لسجود التلاوة، ولا شك أن هذا لا يلزم المخالف؛ لأنه استناد إلى التعريف المذهبي للصلاة.

ولذلك تجد أهل كل مذهب يخالفون غيرهم في الحدود والاصطلاحات، فيغيرون فيها بناء على ما يوافق مذهبهم، فيكون الحد تحصيلا للحاصل، فلا يفيد في ترجيح قول على قول؛ بل يزيد المسائل خلافا فوق الخلاف، فبعد أن كان الخلاف في الحقائق صار في الحقائق والأسماء والتعريفات والحدود والاصطلاحات.

ثم إنني لا أنكر استعمال التعريفات والحدود والاصطلاحات، فهو أمر مهم في تقريب العلوم والمسائل لطلبة العلم، ولكني أنكر بناء الأحكام على هذه التعريفات والحدود، وذلك من وجهين:

الوجه الأول: أن هذه الحدود إنما وضعناها نحن، فكيف نلزم مخالفنا بما وضعناه نحن؟ أما إن كانت المسألة مجرد اصطلاح فلا مشاحة في الاصطلاح، وهذه كلمة إجماع بين أهل العلم.

الوجه الثاني: أن هذه الحدود وضعت بناء على العلم بالمحدود؛ لأن الذي يضع حدا لشيء يستحيل أن يضعه إلا إن كان على معرفة به، فإن الإنسان لا يستطيع أن يحد شيئا يجهله، فإن كان هذا الحد أصلا مبنيا على معرفتنا بهذا الشيء فإن هذا الحد يكون تحصيلا للحاصل؛ لأنه لم يفدنا معرفة زائدة عما نعرفه أصلا.

ثم إن الذي يضع حدا للشيء يجب أن تكون معرفته به معرفة إحاطة واستيعاب، لأن المعرفة الناقصة بالشيء لا تكفي لوضع حد جامع مانع له، ولا شك أن معرفة الشيء معرفة إحاطة واستيعاب شبيه بالمحال، وحتى لو فرضت فهي في القليل النادر، والنادر لا حكم له.

فالخلاصة أنني أوافقك في أهمية بيان الفروق بين المعاني والألفاظ المشتركة استنادا إلى أدلة متفق عليها بين المتناظرين تدل على هذه الفروق أو الاختلافات، أما الاستناد إلى مجرد تعريف من وضع إنسان يخطئ ويصيب إذا لم يقع اتفاق على هذا التعريف فهو خطأ واضح.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015