ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[02 - عز وجلec-2007, مساء 10:56]ـ
وأما المسألة الثانية فقد تكلم فيها أهل العلم في أصول النحو
وخلاصة القول فيها أنه يحتج بكلام أهل الحاضرة حتى منتصف القرن الثاني الهجري.
ويحتج بكلام الأعراب الفصحاء حتى منتصف القرن الثالث أو الرابع الهجري على خلاف.
والمنهج السديد في هذا الباب هو إعمال القرائن، فقد يرد نص عن أهل الحاضرة ولكنه يكون خطأ من قائله؛ زلة لسان أو سهو أو نحو ذلك، وإمام أهل الفن في هذا الباب هو أبو منصور الأزهري رحمه الله، فمنهجه اللغوي يذكرني بمنهج علماء العلل.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[02 - عز وجلec-2007, مساء 11:07]ـ
أما المتنبي فلا يحتج بقوله بالإجماع من علماء العربية.
وإنما قد يستأنس بقوله بعض العلماء إذا لم يكن هناك ما يدفع قوله؛ فإنه كان متين العلم بالعربية، ويقال: إنه كان يحفظ الجمهرة عن ظهر قلب، وقد أخذوا عليه كثيرا من الأخطاء في شعره فاستشهد عليها جميعا بما ورد عن العرب، وينظر في تفصيل ذلك كلام الجرجاني في الوساطة.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[02 - عز وجلec-2007, مساء 11:51]ـ
نفع الله بكم
ويدل عليه عدم نقلهم لذلك بالأسانيد إلا ما ندر
وعدم اعتنائهم بذلك بل اكتفوا بذكرها مرسلة عن أسانيدها
بخلاف غيرهم من أهل الفنون الأخرى
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[03 - عز وجلec-2007, صباحاً 11:25]ـ
جزاكم الله خيرا
بالنسبة لمسألة الأسانيد .. فهي بحاجة إلى تفصيل ونظر في تاريخ الآداب ..
وهذه فائدة أحببت نقلها، يقول الحافظ السيوطي في "المزهر" إليكترونية:
(وظائف الحافظ في اللغة أربعة:
أحدها: وهي العليا: الإملاء، كما أن الحفَّاظ من أهل الحديث أعظم وظائفهم: الإملاء، وقد أملى حفَّاظ اللغة من المتقدِّمين الكثير، فأملى ثعلب مجالس عديدة في مجلد ضخم، وأملى ابنُ دريد مجالس كثيرة رأيت منها مجلداً، وأملى أبو محمد القاسم بن الأنباري وولده أبو بكر ما لا يحصى، وأملى أبو علي القالي خمسة مجلدات، وغيرُهم، وطريقتهم في الإملاء كطريقة المحدِّثين سواء: يَكتب المستملي أول القائمة: مجلس أملاه شيخنا فلان بجامع كذا في يوم كذا ويذكر التاريخ، ثم يورد المملي بإسناده كلاماً عن العرب والفصحاء، فيه غريب يحتاج إلى التفسير ثم يفسره، ويورد من أشعار العرب وغيرها بأسانيده، ومن الفوائد اللغوية بإسناد وغير إسناد ما يختاره.
وقد كان هذا في الصدر الأول فاشياً كثيراً، ثم ماتت الحفَّاظ، وانقطع إملاء اللغة عن دهر مديد واستمر إملاء الحديث .. وآخر من عَلِمتُه أَمْلى عَلَى طريقة اللغويين: أبو القاسم الزجاجي، له أمَالٍ كثيرة في مجلد ضخم، وكانت وفاته سنة تسع وثلاثين وثلثمائة، ولم أقف على أمال لأحدٍ بعده.
قال ثعلب في أماليه: حضرت مجلس ابن حبيب فلم يُمْلِ فقلت: ويحك أَمْلِ، مالك؟ فلم يفعل حتى قمت .. ).اهـ إلخ
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[03 - عز وجلec-2007, صباحاً 11:28]ـ
ولا زال أئمة العربية ينقدون على نهج المحدثين، يقول أبو الفرج علي بن الحسين:
(هذه الأخبار التي ذكرتها عن ابن الكلبي موضوعةٌ كلها، والتوليد بيِّن فيها وفي أشعارها، وما رأيت شيئاً منها في ديوان دريد بن الصمة على سائر الروايات ... ).اهـ إلخ
وقال أيضا: ( .. فقال امرؤ القيس:
طرقتك هندٌ بعد طول تجنبٍ ... وهناً ولم تك قبل ذلك تطرق
وهي قصيدة طويلة، وأظنها منحولة؛ لأنها لا تشاكل كلام امرئ القيس، والتوليد فيها بيِّن، وما دوَّنها في ديوانه أحد من الثقات).اهـ
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[06 - عز وجلec-2007, مساء 04:11]ـ
وفقك الله
وقد أشار لنحو ذلك أبو هلال العسكري في ديوان المعاني.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[06 - عز وجلec-2007, مساء 04:25]ـ
لاحظوا أن هذا نقد للمتن
فالنقد موجود عند كل أهل فنٍ إلا أن منهجية النقد تختلف فيما بينهم
فمن تعلمون تكلم على منهجية أهل اللغة في قبول الأخبار وردها؟؟ أو أشار إلى ذلك
لأنه ينبغي تحرير ذلك حتى لا يفسد هذا العلم من ليس من أهله
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[06 - عز وجلec-2007, مساء 04:41]ـ
وفقك الله
بل هو نقد للسند والمتن جميعا، لاحظ أنه قال: (وما رأيت شيئاً منها في ديوان دريد بن الصمة على سائر الروايات)
وتجد بعض الإشارات لهذه المسألة في المزهر للسيوطي، من النوع الأول حتى الحادي عشر.
ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[06 - عز وجلec-2007, مساء 04:58]ـ
بارك الله فيكم
أقصد إذا كان الخبر مستقيما موافقا للمنقول من لغة العرب غير مخالف للقياس هل يحتاج إلى النظر في إسناده؟؟ وإذا احتيج إلى ذلك هل ينظر فيه بالدقة التي عند أهل الحديث أم لا؟؟
أرجو الإفادة
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[06 - عز وجلec-2007, مساء 05:07]ـ
وفقك الله
يصعب وضع جوابات عامة في مثل هذه المسائل؛ لأن مناهج علماء اللغة متفاوتة بحسب أصولهم من جهة، وبحسب عصرهم من جهة أخرى.
فمثلا البصريون يعتدون بالسماع المعروف عندهم، ولكنهم قد يطعنون في السماع الوارد من جهة الكوفيين، والكوفيون يعتدون بالسماع من بعض الأعراب الذين لا يعتد بهم البصريون، فهذه جهة من جهات الاختلاف في المناهج.
وهناك جهة أخرى، وهي: هل المسألة من المسائل الكلية في كلام العرب؟ أو هي مسألة جزئية؟
فمثلا: إذا كنا نبحث عن معنى كلمة من الغريب، فإن هذا عند أكثر أهل العلم يكتفى فيه بالنقل عن واحد إن لم يكن في نقله ما يثير الريبة، أو يشتبه في التصحيف أو غير ذلك من القرائن.
أما إن كنا نبحث عن حكم كلي من أحكام العربية، فإن جمهرة البصريين يشترطون فيه أن يكون من السماع الشائع المعروف، ولا يكفي أن ينقل فيه شاهد مفرد، أو بيت نادر، أو مقولة شاذة.
أما الكوفيون فإنهم لا يشترطون هذا الشرط، فما دام قد صح النقل عندهم فإنه حجة يستدل بها على الأحكام الجزئية والأحكام الكلية، ولذلك تجدهم أحيانا يستنبطون قواعد النحو من شواهد نادرة أو قليلة في كلام العرب.
والبصريون أيضا قد يفعلون ذلك، ولكن هذا قليل عندهم، ومشروط بأن لا يكون مخالفا لجمهرة كلام العرب.
فالعبرة عند أكثر العلماء هي بالقرائن.
والله أعلم.
¥