أحكام العربية يقضى فيها على وفق ما ورد عن أهلها

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[27 - Feb-2007, مساء 01:43]ـ

قال الشيخ (محمد محيي الدين عبد الحميد) في تحقيقه لشرح ابن عقيل:

(( ........... ولكثرة شواهد هذه المسألة نرى أن ما ذهب إليه الأخفش - وتابعه عليه أبو الفتح ابن جنى، والإمام عبد القاهر الجرجاني، وأبو عبد الله الطوال، وابن مالك، والمحقق الرضي - من جواز تقديم الفاعل المتصل بضمير يعود إلى المفعول، هو القول الخليق بأن تأخذ به وتعتمد عليه، ونرى أن الإنصافَ واتباعَ الدليل يوجبان علينا أن نوافق هؤلاء الأئمة على ما ذهبوا إليه وإن كان الجمهورُ على خلافه؛ لأنَّ التمسكَ بالتعليل مع وجودِ النصِّ على خلافه مما لا يجوزُ، وأحكامُ العربية يُقضى فيها على وَفْقِ ما وَرَدَ عن أهلها)).

ولقد ذكرني هذا بعبارة مشهورة نفيسة من كلام أبي حيان، وهي:

(( ...... وإنما ذكرتُ هذا وأطلتُ فيه لئلا يطلع غمر على كلام الزمخشري وابن عطية في هذه القراءة فيسيء ظنا بها وبقارئها، فيقارب أن يقع في الكفر بالطعن في ذلك. ولسنا متعبَّدين بقول نُحاةِ البصرة ولا غيرهم ممن خالفهم، فكم حُكمٍ ثبت بنقل الكوفيين من كلام العرب لم ينقله البصريون، وكم حكمٍ ثبت بنقل البصريين لم ينقله الكوفيون، وإنما يعرفُ ذلك من له استبحارٌ في علم العربية، لا أصحابُ الكنانيس المشتغلون بضُروب من العلوم الآخذون عن الصحف دون الشيوخ)).

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[02 - عز وجلec-2007, مساء 08:28]ـ

هل من مجيز أو فاتح؟

ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[02 - عز وجلec-2007, مساء 09:00]ـ

بسم الله، والحمد لله، وبعد:

لست من أحلاس العربيَّة .. ولكني أقول:

هذا الموضوع صغير الحجم، كبير الشأن، وهو إلى التأصيل والتقعيد لكيفية تلقي كافَّة الفنون، أقرب منه إلى تأصيل وتقعيد كيفية تلقي العربية وحسب. والله أعلم وأحكم، وجزاكم عنَّا خيرا.

ـ[أمجد الفلسطيني]ــــــــ[02 - عز وجلec-2007, مساء 09:35]ـ

بارك الله فيكم

هنا مسألتين كبيرتين:

الأولى: التثبت من صحة النقل، فهل يفتش وينقب عن أسانيد ما ينقل عن العرب من كلام وأساليب مطلقا أم لا؟؟ أم لا ينقب إلا عند الترجيح في مواطن الخلاف؟؟

وهل يفرق بين نقل من خالط الأعراب وجالسهم كسيبويه والأصمعي ونحوهم وبين من لم يجالسهم كباقي أئمة العربية ممن تأخر زمنهم؟؟

ما هو منهج أهل الفن في ذلك؟؟ هل تتبعوا ما حكاه سيبويه في الكتاب عن الأعراب وتطلبوا أسانيد ذلك أم لا؟؟

ثم على القول بوجوب التفتيش والتنقيب هل تعامل هذه الأسانيد على وفق قواعد أئمة النقد من المحدثين أم لأهل العربية قواعد خاصة بهم؟؟ أم يفرق بين نقل ونقل؟؟

هذه مسألة مهمة وكبيرة

والمسألة الثانية: من هم أهل العربية؟؟ قد تستدل على البصري بقول للمتنبي فيجيبك قائلا ليس هو من الحجج إنما الحجة الأعراب أو من كان قبل عصر المولدين أو المحدثين

فمن هم أهل العربية الذين يحتج بكلامهم؟؟ هل يفصلهم عن غيرهم زمن محدد أم لا؟؟

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[02 - عز وجلec-2007, مساء 10:53]ـ

وفقك الله يا أخ أمجد

ما أشرتَ إليه هو ما أخشى أن يثيره بعض منتحلي العلم من أهل عصرنا، وهم من تعرف وأعرف.

فلا يبعد أن يأتي أحدهم يوما من الأيام فيقول: أين السند الصحيح منكم إلى الأصمعي أنه قال هذا الكلام؟

وأين السند الصحيح من الأصمعي إلى العرب أنهم قالوا هذا الكلام؟

ومن المعروف - كما تفضلت - أنه ليس كل علماء العربية يأخذون مشافهة من العرب.

وكذلك فإن من يأخذ منهم عن العرب لسنا على يقين أن ما نقله هو مما أخذه عن العرب.

وكذلك فلسنا على يقين أن من أخذ عنه هو عربي فصيح، فقد يكون عربيا في ظنه، فإذا فتش وُجِد من الأعراب الذين فسدت سليقتهم.

وكذلك فلسنا على يقين أنه حكى ما نقله عن العربي بلفظه، فقد يكون حكاه بالمعنى ففسد.

إلخ إلخ إلخ

وكل هذه الأوهام والوساوس وغيرها قد ترد على عقول هؤلاء المفتونين؛ لأنهم لم يطلبوا العلم على أهله، ولم يزاحموا العلماء بالركب، وحاصل ما تجده عند كبرائهم: (يحتمل) و (قد يكون) و (لا ندري)!

وهذه هي فائدة الإجماع التي أشير إليها في كل المواطن، فإن علماء العربية قد يتفقون في مسألة وقد يختلفون، وكل الوساوس السابقة قد ترد عند اختلافهم، ولكنها لا ترد عند اتفاقهم.

فإذا وجدنا أحدهم تفرد برواية وخالفه باقي علماء العربية جميعا، فإننا عندئذ نتمحل بوجه من الوجوه السابقة؛ لأنه لا سبيل لتوهيم الجماعة دون الفرد، وهذا هو منهج المحدثين أيضا وخاصة المتقدمين منهم، وهو المنهج الذي يجب اتباعه في كل العلوم.

أما إيراد مثل هذه الدعاوى والشبهات والأهواء الواضحة البطلان على كلام أهل العلم الثقات المعروفين بشدة تحريهم وتثبتهم مع عدم وجود أي قرينة تدل على صدق هذا الكلام، ومع عدم إنكار أحد من أهل العلم لهذه الرواية، ومع توارد العلماء على نقل الكلام وتلقيه بالقبول، فلا يدل إلا على أن قائله دعي على أهل العلم.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015