ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - Sep-2010, مساء 03:18]ـ
= ومن الأخطاء المكرورة والمشهورة جدا عند المحققين:
أن يرد في النص لفظ يحتاج إلى شرح وبيان للمراد به في السياق خاصة، إلا أنك ترى المحقق يعلق عليه تعليقا لغويا مجردا لا يسمن ولا يغني من جوع! وكثيرا ما يكون بعيدا عن معنى اللفظ نفسه فضلا عن المراد بالسياق.
فمثلا إذا جاء في الكتاب قول امرئ القيس:
وجيد كجيد الرئم ليس بفاحش* ............. إذا هي نصته ولا بمعطل
يقول المحقق: الفحش القول السيء، وقد فحش يفحش فحشا وتفاحش، والاسم الفحشاء!!
وإذا جاء قول لبيد:
وجلا السيول عن الطلول كأنها ............. زبر تجد* متونها أقلامها
يقول المحقق: جد في أمره يجد أي اجتهد، والجديد ضد القديم!
وإذا جاء في النص: (والله لو غيرُك يقول هذا لأعضضته*)
يقول المحقق: عضه وعض عليه أمسكه بأسنانه وشده بها!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - Sep-2010, مساء 03:18]ـ
ومن الأخطاء المكرورة عند المحققين: خفاء المقصود بـ (ابن علية)
فترى هذا الاسم يرد كثيرا في كتب الأصول والفقه، فيعلق عليه المحقق بترجمة (إسماعيل بن علية).
لأن المشهور بهذا الإطلاق هو الإمام المحدث إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم الأسدي المشهور بإسماعيل بن علية.
والصواب أن المقصود هو ابنه (إبراهيم بن علية) وهو فقيه متكلم أصولي؛ لكنه معروف بالتجهم والأقوال الشاذة؛ وكانت له مناظرات مع الشافعي؛ لذلك ترى ابن عبد البر وغيره لا يعتد بخلافه عند حكاية الأقوال، وقد صرح ابن عبد البر باسمه في بعض المواضع من الاستذكار وغيره.
وقد وقع هذا الخطأ أيضا لبعض العلماء؛ فقد جاء في مراقي السعود:
وابن علية يرى للصوري ............ كالقيس للخيل على الحمير
ذكر الشارح أنه (إسماعيل بن علية)، وكذلك وقع أيضا في بعض كتب الأصول، والصواب أنه (إبراهيم) كما سبق.
فالخلاصة أنك حيث وجدتَ ذكر (ابن علية) في الأقوال الفقهية والأصولية فهو الابن (إبراهيم بن علية) وحيث وجدته في الأسانيد والرجال فهو الأب (إسماعيل بن علية).
وهذا يذكرنا بضرورة مراعاة اختلاف الفنون عند اشتباه أسماء الأعلام المنتسبة إليها؛ فمثلا إذا وجدت ذكر أبي حنيفة مطلقا في كتب اللغة فهو الدينوري، وأما في الفقه فهو النعمان المعروف، وإذا وجدت الليث في كتب الحديث فهو ابن سعد أو ابن أبي سليم، أما في اللغة فهو الليث بن المظفر تلميذ الخليل، وإذا وجدت الفارابي في كتب اللغة فهو أبو إبراهيم صاحب ديوان الأدب، أما الفيلسوف المعروف فهو أبو نصر، وهكذا.
والله أعلم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - Sep-2010, مساء 03:19]ـ
= يرد كثيرا في كلام العلماء أمثال قولهم (وقد اعترض على كذا بكذا وكذا، وأجيب بكذا)
وبعض المحققين يضبطها بضم الباء (أُجِيبُ)؛ على أن الكلام منسوب للمتكلم بصيغة المضارع المبني للمعلوم.
والمعروف أن مثل هذا بفتح الباء (أُجِيبَ) بصيغة الماضي المبني للمفعول.
والله أعلم.
ـ[القارئ المليجي]ــــــــ[18 - Sep-2010, مساء 04:22]ـ
وهذا يذكرنا بضرورة مراعاة اختلاف الفنون عند اشتباه أسماء الأعلام المنتسبة إليها؛ فمثلا إذا وجدت ذكر أبي حنيفة مطلقا في كتب اللغة فهو الدينوري، وأما في الفقه فهو النعمان المعروف، وإذا وجدت الليث في كتب الحديث فهو ابن سعد أو ابن أبي سليم، أما في اللغة فهو الليث بن المظفر تلميذ الخليل، وإذا وجدت الفارابي في كتب اللغة فهو أبو إبراهيم صاحب ديوان الأدب، أما الفيلسوف المعروف فهو أبو نصر، وهكذا.
والله أعلم.
جزيت خيرًا يا أستاذنا.
وإذا وجدت الليث في كتب القراءات فهو أبو الحارث الليث بن خالد يروي عن الكسائي.
وكذلك وإذا وجدت نافعًا المدني في كتب الحديث فهو مولى ابن عمر.
وإذا وجدت نافعًا المدني في كتب القراءات فهو ابن عبد الرحمن بن أبي نعيم.
وقد سمعتُ واحدًا من المُحاضرين يذكر الإمام نافعًا القارئ فيقول، وهو الذي يقع في أصح الأسانيد: مالك عن نافع عن ابن عمر .. !
ـ[التلميد]ــــــــ[28 - Oct-2010, صباحاً 02:10]ـ
لا تنس حفظك الله مواصلة هذا الموضوع و تدوينه وطبع ما نجز منه ففيه من الخير ما لا يعلمه إلا الله
وخصوصا لنا معشر الطلاب،وأحيطك علما أني دائما أقف عند بعض الهوامش متأكدا من عدم صوابه فأضع نقطة استفهام مخافة أن أصلحها وآتي بأطم منها
كنت قبل الأمس أطالع العلل في النحو لأبي الحسن الوارق ت381 هـ
فعلق المعلق على هذا البيت المكتوب بهذه الصورة:
فلاَ زاَلَ قبر بين بصرى وجاسم ... عليه من الوسمي خود (1) ووابل
فقال الوسمي مطر الربيع الأول: الخود الحسنة الخلق والشابة الناعمة.
فتعجبت وقلت ياساتر نقطة طلعت فوق عن محلها غيرت (كده) ص 276
واليوم كنت أطالع شرح ناظر الجيش ج 1ص 324 فأورد هذا الشاهد:
على جرداء يقطع أبهراها ... حزام السرج في خيل سراع
فعلق أحد الفضلاء تعليقا لعلك تنظره (فقد استنوقت) فالله الله حفظ الله