ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Nov-2007, مساء 09:03]ـ

= ومن الأخطاء المكرورة أيضا تغيير (قاله) إلى (قال)، أو العكس.

فإن من الأساليب المشهورة عند أهل العلم -وخاصة المتأخرين- أنهم يذكرون القول ثم يتبعونه بذكر قائله، كما تراه كثيرا في منار السبيل مثلا؛ (قاله في الكافي) (قاله في الشرح) .... إلخ.

ولكن أحيانا يكون ما بعد هذا الكلام يوهم أنه مقول القول، وتتحرف (قاله) إلى (قال)، فيصير مقول القول هو ما بعد (قال) لا ما قبلها، فينقلب المعنى رأسا على عقب!

وهذا الخطأ شديد الخطر جدا؛ لأن فيه نسبة القول إلى غير قائله، والقارئ النابه أحيانا ينتبه إلى مثل هذه الأخطاء، ولكنها أحيانا تكون مشكلة لا تظهر بادي الرأي.

ومن مُثُل ذلك ما جاء في كتاب الفروق للقرافي:

(( ..... فالرأفة أمر يهجم على القلب قهرا عند حصول أسبابها فيتعين الحمل [أي حمل الآية: ولا تأخذكم بهما رأفة] على الثمرة والآثار، وهو تنقيص الحد فيصير معنى الآية لا ننقص الحد. قال ابن عباس: ويكون من مجاز التعبير بالسبب عن المسبب)).

هكذا وقع النص في طبعتين مختلفتين للفروق!!

ومن الواضح أن كلمة (قال ابن عباس) خطأ وأن الصواب (قاله ابن عباس)؛ لأن جملة (ويكون من مجاز التعبير ... إلخ) لا يمكن أن تصدر عن ابن عباس، ولا عن أحد من الصدر الأول أصلا.

ومن الطريف أن كتاب الفروق قد حقق في رسائل علمية، وقد وقفتُ على هذه الرسائل ووجدت النص على الصواب فيها!!

ولم يشر المحقق إلى وجود اختلاف بين النسخ المخطوطة، وذلك يدل على أن الخطأ إنما هو من الطباعة، وليس من النسخ المخطوطة!!

وهذا الكلام يعيدنا مرة أخرى إلى ما ذكره الدكتور رمضان عبد التواب من أن معرفة أصول التحقيق والتثبت من صحة النصوص من أهم الأشياء لطالب العلم عموما؛ وليس خاصا بالقائمين على تحقيق التراث.

والله المستعان.

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Nov-2007, مساء 09:04]ـ

ومن الأخطاء المكرورة أيضا:

= ما يرد في كتب الأخبار عن المازني النحوي في قصته مع الواثق:

( ..... وتقدير "بَغِيّ" "بَغَوِيّ" ..... )

وأترك تصحيحه للإخوة من باب المطارحة، ولعله واضح.

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Nov-2007, مساء 09:04]ـ

ومن الأخطاء المكرورة أيضا:

= ما يستشهد به بعض العلماء على ثبوت الواو في (أبو) من باب الحكاية بما يروى عن علي رضي الله عنه: (وكتب علي بن أبو طالب).

فيأتي المحقق فيظن أن في الكلام خطأ، فيغيرها إلى (أبي).

وقد نبه على هذه الفائدة الشيخ عبد الكريم الخضير حفظه الله، وذكر أن هذا الخطأ وقع في (تفسير ابن كثير).

قلت: وقد وقع في مصادر سابقة على ابن كثير كثيرا، مثل (تفسير مقاتل) و (المصنف) لابن أبي شيبة، و (المستدرك) الحاكم، و (صناعة الكتاب) لأبي جعفر النحاس، وغيرها.

والخطأ في هذه المسألة على نوعين:

- يسير، وذلك حين لا يكون في سياق الكلام ما يدفع ذلك.

- شنيع، وهو أن يكون سياق كلام المؤلف أصلا في الاحتجاج على ثبوت الواو في (أبو) على الحكاية!!

ـ[مازن أمين]ــــــــ[05 - Jan-2008, صباحاً 12:26]ـ

أخواني الفاضل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

قال الأخ الفاضل (أبو مالك العوضي) أن لفظة " لا يسع أحد " هي خطأ والصواب " أحدا " مع أن الأخ الفاضل ذكر في السطور التي تلتها: ولا يشك أحد أن الياء في (يمكنني) مفعول مقدم.

سؤالي هو: أرجوا تفصيل الإجابة أكثر، ولماذا تم رفع أحد التي بعد كلمة يشك في كلامه السابق

ـ[مازن أمين]ــــــــ[05 - Jan-2008, صباحاً 12:33]ـ

أخواني الأفاضل أنا مازن أمين غير الأخ مازن أمين المسجل لديكم مع احرامي له ولكم، لذا أردت التوضيح

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - Jan-2008, صباحاً 07:04]ـ

وفقك الله يا أخي الفاضل

فرق كبير بين (يشك أحد) و (يسع أحدا)، فإن الفعل (شك) فعل لازم، والذي يشك هو الشخص نفسه، أما الفعل (وسع) فهو متعد، والذي يسع هو الشيء لا الشخص، فالبيت هو الذي يسعني، فالبيت فاعل و (أحد) مفعول في مثل قولنا: لا يسع البيت أحدا، فإذا قدمت البيت قلت: (البيت لا يسع أحدا).

ـ[أم الفضل]ــــــــ[05 - Jan-2008, صباحاً 09:51]ـ

بارك الله فيكم

_ ماالفرق بين المكرورة، والمكررة وأيهما أصح؟

- هل الصحيح إثبات الكلمة الصواب من النسخ في صلب النص المراد تحقيقه، والإشارة في الحاشية لما عداها من الخطأ، لأن بعض المحققين يعكس الأمر؟

ـ[مازن أمين]ــــــــ[05 - Jan-2008, صباحاً 11:49]ـ

بارك الله فيك أخي (أبو مالك) وجزاك الله خيرا

ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[05 - Jan-2008, مساء 02:54]ـ

بارك الله فيكم

_ ماالفرق بين المكرورة، والمكررة وأيهما أصح؟

- هل الصحيح إثبات الكلمة الصواب من النسخ في صلب النص المراد تحقيقه، والإشارة في الحاشية لما عداها من الخطأ، لأن بعض المحققين يعكس الأمر؟

كرَّ الشيءُ: رجع، وكررت الشيء رجعته، يتعدى بنفسه، فالكرور بمعنى التكرار.

وكرّر: مضعف ما سبق، فهو يفيد التأكيد مثلا، فالمكرورة والمكررة صواب.

المحققون في هذه المسألة مدرستان:

- مدرسة الالتزام بالنص ولو كان خطأ، والتعليق في الحاشية.

- مدرسة التلفيق، بأن يوضع ما يكون أقرب إلى الصواب في المتن، مع الإشارة للأصل في الحاشية.

والأمر في ذلك قريب؛ والمهم البيان.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015