ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Nov-2007, مساء 08:58]ـ
ومن الأخطاء المكرورة أيضا ( .... ابن جرير عن عطاء .... )
وهو غالبا سهو من الناسخ أو من الطابع، والصواب (ابن جريج عن عطاء).
وهذا النوع من الأخطاء لا أحب أن أنبه عليه في المعتاد؛ لأنه في معظم الأحيان يكون سبق قلم، ولكن نبهت عليه هاهنا لأنه يتكرر عند المحققين، وقد يخفى على بعض القراء.
وقد وقع نحوُه في (لسان المحدثين) لشيخنا الفاضل (محمد خلف سلامة) وفقه الله، ونفعنا بعلمه.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Nov-2007, مساء 08:59]ـ
ومن الأشياء التي ينبغي التنبيه عليها - وإن كانت ليست من محض الخطأ- قولهم:
((أصابته حرفة الأدب))، أو نحو ذلك من العبارات، ومنه قول الشاعر:
لقد علمت وما لي ما أعيش به ............. أن التي أدركتني حرفة الأدب
وأكثر المحققين يضبطونها بكسر الحاء (حِرْفة)، وهو ضبط له وجه صحيح، ولكن معظم القراء سيختلط عليه الأمر، فيظن المقصود بالحرفة الصناعة، ولا يدري أن (الحرفة) هنا معناها نقص الحظ، ومنه رجل محارَف أي خلاف مبارك.
والأفضل في مثل هذا الموضع ضبط الكلمة بالضم، وهو الضبط المشهور، وذلك لسببين:
الأول: ما أسلفتُه من أن أكثر القراء سيخطئ في فهم المراد.
الثاني: أنه ينفي الظِنة عن المحقق بأنه يجهل المراد أيضا.
وأمثال هذه النكتة كثير في ضبط الكلم، ومنها ما يجوز فيه وجهان أو أكثر، ومنها ما لا يجوز فيه إلا وجه واحد.
من ذلك ما يرد كثيرا في أشعار العرب -وخصوصا في الجاهلية- من الوصف بكلمة (طفلة)، فكثير من المحققين يضبطها بكسر الطاء، وهو خطأ، والصواب (طَفلة) بفتح الطاء، وهي الرخصة الناعمة.
وحتى لو افترضنا أن فيها لغة بالكسر، فإن الأولى بمنهج التحقيق والمحققين أن تُضبط الكلمة بالفتح حتى يُعلم المراد.
والله أعلم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Nov-2007, مساء 09:01]ـ
= ومن الأخطاء المكرورة عند المحققين: (جذاذ النخل أو الزرع)
وقد بحثت في الشاملة بحثا سريعا، فوجدت مثل هذا الخطأ قد تكرر كثيرا جدا، وراجعت بعض المواضع على المطبوع فوجدته مطابقا لذلك!
وسبب الخلط عند بعضهم اشتباه ذلك بقوله تعالى: {فجعلهم جذاذا}، وإنما ذلك للتقطيع والتكسير المبالغ، وليس كذلك الحصاد، وقد حكى بعض أهل العلم لغة الإهمال في نوادر اللغة، ولكن هذا لا ينفي الخطأ؛ لأن ضبط الكتب إنما يكون على اللغات المعروفة المشهورة، حتى لا ننسب إلى العلماء ما لم يقولوا به، إلا أن يظهر من القرائن والأدلة ما يفيد ضد ذلك.
والصواب (جِداد) بالدال المهملة، أو (جِزاز) بالزاي، ويُنظر في ذلك معجمات اللغة المختلفة، وكتب شروح الحديث، وكتب غريب الحديث أيضا.
وأكتفي هنا بنقل واحد مفيد لإمام العربية؛ قال:
((وجاءوا بالمصادر حين أرادوا انتهاء الزمان على مثال فِعَال، وذلك: الصرام، والجزاز، والجداد، والقطاع، والحصاد)).
[الكتاب لسيبويه 4/ 12 - هارون]
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Nov-2007, مساء 09:01]ـ
= ومن أخطائهم المكرورة: (استشكالهم ما ليس بمُشْكِل)
وهو مبحث طويل الذيل، كثير الفروع، وسببه غالبا قصور باع المحقق، وقلة اطلاعه، فيظن خطأ ما ليس بخطأ، ويحسب حسنا ما ليس بالحسن.
ومن الأمثلة المشهورة في هذا الباب:
ما يتكرر كثيرا في كلام أهل العلم من نحو (هذا الكتاب في ست مجلدات) أو (يقع في أربع مجلدات) أو نحو ذلك.
فيأتي المحقق فيقول في الحاشية:
((هكذا بالأصل، والصواب "ستة" أو "أربعة"؛ لأن المعدود مذكر))!
وقد يلبس لباس العلماء أحيانا فيقول:
((ولعل المؤلف نظر إلى الجمع على رأي بعض))!
ولا يدري المحقق أن المفرد مؤنث أصلا، وهو (مجلدة)، وهو استعمال شائع عند العلماء، ولا يقتصر استعمالهم على (مجلد).
فزال الإشكال بالكلية، وتبين أن سبب المشكلة ما عند المحقق من قصور أو تقصير.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Nov-2007, مساء 09:02]ـ
= ومن الأخطاء المكرورة عند المحققين: < تغيير (أولاً) إلى (أوْ لا) أو العكس (أوْ لا) إلى (أوّلا) >
ويحتمل أن يكون هذا التغيير من الطابع أو الناسخ، ولكن العهدة في جميع الأحوال تعود على المحقق، لا سيما إن لم يكن هناك قرينة تدل على أن الخطأ من غيره، ويعظم الإشكال إذا كان السياق محتملا للأمرين!.
وهذا مثال على ما سبق:
(( ....... لأن البصريين غير الأخفش يمنعون توكيد النكرة مطلقا، أفاد أولا ومن الكوفيين من يجيز مطلقا، أفاد أولا)).
والصواب في الموضعين (أوْ لا)، أي (أفاد أو لم يفد).
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[28 - Nov-2007, مساء 09:03]ـ
= ومن الأخطاء المكرورة أيضا عند المحققين، فيما يرد على ألسنة المحدثين والعلماء: لا يصلح العلم أو الحديث إلا لمن أقرح البن قلبه.
فترى بعض المحققين يغير كلمة (البُنّ) إلى (البُرّ)، وبعضهم يغيرها إلى (البَزّ).
والصواب هو (البُنّ)، وهو شيء من الكوامخ، إدام يطعمه الغرباء لفقرهم.
وقد نبه على هذا الخطأ: العلامة (أبو محفوظ الكريم المعصومي) في بحوثه وتنبيهاته ص 484 وما بعدها [وقع في الفهرس الهجائي 784 خطأ!!]
ونبه عليه كذلك العلامة (عبد الفتاح أبو غدة) في صفحات من صبر العلماء ص 151
¥