ـ[أبو الفداء]ــــــــ[27 - Nov-2010, صباحاً 02:07]ـ
تابع ......................
ومن أمثلة المغالطات الواضحة كذلك دعوى بعض الملاحدة والمنصرين أن هذا التشريع أو ذاك من شرائع الإسلام فيه ظلم أو فيه وحشية أو كذا أو كذا مما يصفون لعنهم الله! على أي دليل استندتم يا أعداء أنفسكم في إبطال ما جئناكم بقولنا إنه حكم ثابت النسبة إلى رجل ثابت النبوة عن خالقكم سبحانه وتعالى؟؟ تراهم يثيرون غبار الشبهات التافهة من أمثال قولهم إن الإسلام يظلم المرأة والإسلام يظلم الأرقاء ويضيع (الحريات) وحقوق الإنسان ويفعل كذا وكذا!! فعلى أي حجة من حجج العقل والعلم استند هؤلاء إذ عمدوا إلى وصف شرعة من شرائع رب العالمين بالظلم والحيف ونحوه من مستقبح الصفات؟؟ على أي دليل من الأدلة قرروا أن هذا حق من حقوق (الإنسان) وهذا ليس بحق، وأن هذا ظلم وهذا عدل؟ أأنتم أعلم أم الذي خلقكم؟ إنهم يعلمون حق العلم بأن ما جئناهم به لم نزعم أنه من تنظير نبينا وظنه في تلمس الأحكام الأخلاقية والتشريعية المثلى لأمة من أمم البشر، وإنما هو وحي منزل من السماء من خالق البشر عز وجل، فبأي عقل يجترئ هؤلاء المجرمون على الاعتراض على ما هذه صفته عندنا وقد علموا أن هذه هي حجتنا في إيجاب العمل به على الناس وتجريمهم إن اعترضوا عليه، وبأي عقل يتصورون أن ما يطلقونه من اعتراضات أخلاقية على شريعتنا بما يستندون إليه من نظريات أخلاقية وفلسفية منحرفة قد صارت لها الغلبة على مجتمعاتهم اليوم، يمكن أن يرقى شيء منه لأن يكون حجة على هذه الشريعة الربانية، أيا ما كان ذلك الشيء؟؟
إنها المغالطة نفسها التي يرتكبونها مرارا وتكرارا، ولا يتفطن لها عند الرد على شبهاتهم تلك إلا من آتاه الله الحكمة، نسأل الله أن نكون منهم! وكفى به انتصارا لهم أن يتمكنوا من استدراج المسلمين إلى محاولة إقناعهم بأن حد السرقة – مثلا – ليس من الظلم ولا الوحشية كما يزعمون، وأن تشريعات الرق ليست ظلما ولا إهدارا للحقوق وأن الحجاب والقرار في البيت ليس سجنا للمرأة عندنا، إلى آخر ما نجد إخواننا قد استدرجوا للخوض فيه معهم! نعم المرتد عندنا يقتل يا أعداء رب العالمين، ولا تأخذنا به رأفة في دين الله، وهي شريعة محكمة ثابتة بالدلائل القطعية التي لا يتطرق إلى نسبتها لوحي السماء أدنى شك، وهي حكمة رب العالمين ورحمته وهو أعلم بما يصلح عباده وما يفسدهم سبحانه، هو كذلك شئتم أم أبيتم، ولا يأبى إلا من سفه نفسه، ولا يرفع تنظيره وتصوره الفلسفي الظني إلى منزلة المفاضلة والمقارنة بالشرع المنزل من عند خالقه جل وعلا إلا جاحد أو مستكبر!! فلا نحتاج إلى الخوض في لغطهم وجدالهم في كل مرة يخرج فيها أحدهم علينا بأمثال تلك التخرصات والترهات، يعترض بها على شريعة رب العالمين!!
ومن أمثلة المغالطات الاستدلالية الواضحة لدى الملاحدة كذلك اعتراضهم على المعجزات وخوارق العادات، وقولهم إن ميلاد المسيح من أم بلا أب مستحيل في علوم الأحياء! مع أن مفهوم خرق العادة – بمعناه المجرد - لا يحيله العقل بحال من الأحوال، كما هو واضح من مجرد قولنا إنه حدث يخرق ما اعتاده الناس، لأن الناس يقينا لم يعتادوا سائر الممكنات العقلية، وإنما اعتادوا ما شهدوه منها واقعا في دائرة إدراكهم وحسب! ولكنه الكبر والغرور قاتلهما الله! والذي يبث في نفوس الملاحدة تلك الجرأة على نفي هذا الحدث الخارق ونحوه أنهم لا يرون بين أيدي النصارى من الحجة التاريخية ما يثبت وقوع ذلك الحدث بما يقوى – كدليل ظني تاريخي فضلا عن القطعي – لنقض ما دل عليه الاستقراء الناقص لأحوال ميلاد البشر من أنهم لا يولدون إلا من أم وأب معا! وليس هذا عذرا لهم ولا شك فقد قامت عليهم حجة القرءان (هم وخصومهم النصارى على السواء)، وإنما القصد أنهم بما رأوا من تهافت حجة النصارى في الدفاع عن نصوصهم وأصول ملتهم وما فيها من تناقضات، قامت قائمتهم وعلت دعوتهم بين أولئك على نحو ما نرى. فإنهم وإن كانوا لا يقدرون على إقناع عاقل سوي النفس بعدم وجود الخالق، فإنهم – على الأقل – يعتبرونه انتصارا عندما يتمكنون من إقناع النصراني ببطلان ملته وانتزاعه منها! فإذا ما خرج ذلك النصراني من نصرانيته على أثر كلام هؤلاء، رأيته يدخل في معسكرهم اتباعا للهوى، وطلبا في دخول (جنة العلم في القرن
¥