ـ[د. محمد الرمادي]ــــــــ[02 - Nov-2010, مساء 06:18]ـ

[2]

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ [1]

وقال عليه السلام " خذوا عني مناسككم فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد عامي هذا [2] "

وقبل أن نبدأ في شرح بحثنا "أحكام الحج والعمرة والزيارة المباركة للمسجد النبوي الشريف" أجد أنه لزاماً عليَّ أن أحذر من بعض المعاصي التي يكثر ابتلاء الناس بها ويحرمون بالحج ولا يشعرون إطلاقا بأن عليهم الإقلاع عنها ذلك لجهلهم وغلبة الغفلة عليهم وتقليدهم لآبائهم [3].

1 - الشرك بالله عز وجل:

فإن من أكبر المصائب التي أصيب بها بعض المسلمين جهلهم بحقيقة الشرك الذي هو من أكبر الكبائر ومن صفته أنه يحبط الأعمال:" لئن أشركت ليحبطن عملك " [محمد: 65]. فقد رأينا [4] كثيرا من الحجاج يقعون في الشرك وهم في بيت الله الحرام وفي مسجد النبي عليه السلام يتركون دعاء الله والاستغاثة به إلى الاستعانة بالأنبياء و بالأموات من الصالحين، ويحلفون بهم ويدعونهم من دون الله عز وجل والله عز وجل يقول:" إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير " [فاطر:14].

والحلف بهم تعظيماً لهم، فيبطلون بذلك حجهم، قال تعالى:" لئن أشركت ليحبطن عملك ".

والآيات في هذا المعنى كثيرة جدا وفي هذه كفاية لمن فتح قلبه للهداية. إذ ليس الغرض الآن البحث العلمي في هذه المسألة وإنما هو التذكير فقط.

فليت شعري ماذا يستفيد هؤلاء من حجهم إلى بيت الله الحرام إذا كانوا يصرون على مثل هذا الشرك ويغيرون اسمه فيسمونه: توسلا وتشفعا وواسطة أليس هذه الواسطة هي التي ادعاها المشركون من قبل يبررون بها شركهم وعبادتهم لغيره تبارك وتعالى:" والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى " [الزمر: 3].

فيا أيها الحاج!

قبل أن تعزم على الحج يجب عليك وجوباً عينياً أن تبادر إلى معرفة التوحيد الخالص وما ينافيه من الشرك وذلك بدراسة كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فإن من تمسك بهما نجا ومن حاد عنهما ضل. والله المستعان [5].

2 - التزين بحلق اللحية:

وهذه المعصية من أكثر المعاصي شيوعا بين المسلمين في هذا العصر بسبب استيلاء الكفار على أكثر بلادهم ونقلهم هذه المعصية إليها وتقليد المسلمين لهم فيها مع نهيه صلى الله عليه وسلم إياهم عن ذلك صراحة في قوله عليه السلام:" خالفوا المشركين؛ احفوا الشوارب وأوفوا اللحى" [6]

وفي حديث آخر:

" وخالفوا أهل الكتاب ".

وفي هذه القبيحة عدة مخالفات:

الأولى: مخالفة أمره صلى الله عليه وسلم الصريح بالإعفاء؛

الثانية: التشبه بالكفار.

الثالثة: تغير خلق الله الذي فيه طاعة الشيطان في قوله كما حكى الله تعالى ذلك عنه:" ولآمرنهم فليغيرن خلق الله ".

الرابعة: التشبه بالنساء وقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من فعل ذلك [7].

وإن من المشاهدات التي يراها الحريص على دينه أن جماهير من الحجاج يكونون قد وفروا لحاهم بسبب إحرامهم فإذا تحللوا منه فبدل أن يحلقوا رؤوسهم كما ندب إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم حلقوا لحاهم التي أمرهم صلى الله عليه وسلم بإعفائها. فإنا لله وإنا إليه راجعون.

3 - تختم الرجال بالذهب:

لقد رأينا كثيرا من الحجاج قد تزينوا بخاتم الذهب ولدى البحث معهم في ذلك تبين أنهم على ثلاثة أنواع:

بعضهم لا يعلم تحريمه ولذلك كان يسارع إلى مزعه بعد أن نذكر له شيئا من النصوص المحرمة كحديث:" نهى صلى الله عليه وسلم عن خاتم الذهب" [8]، وقوله صلى الله عليه وسلم:" يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده؟ [9] ".

وبعضهم على علم بالتحريم ولكنه متبع لهواه فهذا لا حيلة لنا فيه إلا أن يهديه الله.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015