(وَأَجْمَعُوَا عَلَى أَن صَلَاةَ الْمَغْرِبِ: تَجِب إِذَا غَرَبَت الْشَّمْس) صلاة المغرب تجب إذا غربت الشمس، أي إذا غاب القرص تمامًا، أذن المؤذن لصلاة المغرب, الدليل من السنة على هذه الأوقات, ما رواه مسلم في صحيحه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وَقْتُ الْظُّهْرِ إِذَا زَالَت الْشَّمْسُ، وَكَان ظِلُ الْرَّجُلِ كَطُوْلِهِ، مَا لَم يَحْضُر الْعَصْر، وَوَقْتُ الْعَصْرِ مَا لَم تَصّْفَرّ الْشَّمْس، وَوَقْتُ الْمَغْرِبِ مَا لَم يَغِب الْشَّفَقُ، وَوَقْتُ الْعِشَاءِ إِلَى نِصْف الْلَّيْل الْأَوْسَط، وَوَقْتُ الْصُّبْحِ مِن طُلُوْع الْفَجْرِ مَا لَم تَطْلع الْشَّمْس».هذا الحديث الذي ذكره الإمام مسلم في المواقيت، يحدد لنا المواقيت، «وَقْتُ الْظُّهْرِ إِذَا زَالَت الْشَّمْسُ» كما شرحنا. «وَكَان ظِلُ الْرَّجُلِ كَطُوْلِهِ،» هذا آخر وقت الظهر إذنَ وقت الظهر: إذا زالت الشمس وكان ظل الرجل كطوله، ظل هذا القلم عشرة سم إذا وصل إلى عشرة سم وزاد قليلاً أذن المؤذن لصلاة العصر انتهى وقت الظهر.
إلا فيء الزوال، يعني لو قلنا أن ظل هذا القلم تقاصر تقاصر حتى وصل إلى واحد سم ثم بدأ يزيد، الواحد سم يسميه الفقهاء فيء الزوال، يعني ظل الزوال، إذن بدأ يزداد، أذن المؤذن لصلاة الظهر، تظل تصلي الظهر حتى يصير ظل القلم احدي عشر سم لأنك تأخذ ظل القلم كله عشرة سم وفيء الزوال واحد سم، يصبح احدي عشر سم، بعدما يصير احدي عشر سم تمامًا فقد انتهى وقت الظهر وبدأ وقت العصر.
ولذلك يقول (وَقْتُ الْظُّهْرِ إِذَا زَالَت الْشَّمْسُ، وَكَان ظِلُّ الْرَّجُل كَطُوْلِه، مَا لَم يَحْضُر الْعَصْرُ) إذا أذن العصر، وقال: «وَوَقْتُ الْعَصْرِ مَا لَم تَصّْفَرّ الْشَّمْسُ» يظل وقت العصر جائزاً ما لم تصّفر الشمس، إذا اصفرَّت الشمس دخل وقت الكراهة عند كثير من أهل العلم، فإذا تضيفت الشمس للغروب جاء وقت التحريم عند العلماء.
«وَوَقْتُ الْمَغْرِبِ مَا لَم يَغِب الْشَّفَق» إذا وقت المغرب من غروب الشمس إلى غياب الشفق الأحمر في السماء، إذا غابت الشمس من المغرب، تجد مكان غياب الشمس شيئاً أحمر في السماء، هذا يسميه العلماء الشفق الأحمر، يظل يتلاشى يتلاشى حتى يغيب تمامًا، فحينئذٍ يؤذن المؤذن لصلاة العشاء.
قال: «وَوَقْتُ الْعِشَاءِ إِلَى نِصْفِ الْلَّيْلِ الْأَوْسَط» بعض الناس يظن أن وقت العشاء لا ينتهي إلا مع أذان الفجر، وهذا ليس صحيحًا، فوقت العشاء إنما هو عند منتصف الليل تمامًا. وكيف تحسب منتصف الليل؟
تحسب منتصف الليل بأن تجمع شروق الشمس وغروبها ثم تقسم على اثنين، يعطيك منتصف الليل، فقد يكون منتصف الليل الساعة الواحدة، وقد يكون الساعة الثانية عشرة على حسب البلاد والأوقات والشهور.
الإجماع الثامن والأربعون: يقول ابن المنذر رحمه الله (وَأَجْمَعُوَا عَلَى أَن صَلَاةَ الْمَغْرِبِ: تَجِب إِذَا غَرَبَت الْشَّمْس.)
الإجماع التاسع والأربعون: (وَأَجْمَع أَهْلُ الْعِلْم إِلَّا مَن شَذ عَنْهُم عَلَى أَن أَوَّل وَقْت الْعِشَاء الْآَخِرَة: إِذَا غَاب الْشَّفَق.) اتفقوا على أن وقت العشاء يبدأ عند غياب الشفق، لكن اختلفوا لأن هناك شفقين، الشفق الأول: الشفق الأحمر، بعد ما يغيب الشفق الأحمر، يظهر الشفق الأبيض، بعد ما يغيب الشفق الأبيض، تأتي ظلمة في مكان الغروب.
متى تبدأ صلاة العشاء؟ علي خلاف بين العلماء 1 - فبعض أهل العلم يقول: بداية صلاة العشاء، لا يؤذن المؤذن إلا إذا غاب الشفق الأحمر والأبيض معا، وهذا قول الأحناف رحمهم الله2 - ، لكن جمهور أهل العلم يقولون: مجرد أن يغيب الشفق الأحمر تبدأ صلاة العشاء، وهذا القول هو الصحيح،.
الإجماع الخمسون: (وَأَجْمَعُوَا عَلَى أَن أولَ وَقْت صَلَاة الْصُّبْح: طُلُوْع الْفَجْر.) يعني لا يؤذن المؤذن لصلاة الصبح إلا إذا طلع الفجر، هذا الأذان الصادق، لكن يجوز أن يؤذن قبله بنصف ساعة أو بساعة، هذا ما يسميه العلماء الأذان الأول لصلاة الصبح.
الإجماع الواحد والخمسون: (وَأَجْمَعُوَا عَلَى أَن مَن صَلَّى الْصُّبْح بَعْد طُلُوْع الْفَجْر قَبْل طُلُوْع الْشَّمْس؛ أَنَّه يُصَلِّيَهَا فِي وَقْتِهَا.)
¥