والدليل على ذلك ما رواه البخاري ومسلم عن أم سُليمٍ م أنها أتت النبي r وقالت: «يَا رَسُوْل الْلَّه أَن الْلَّه لَا يَسْتَحْي مِن الْحَق، فَهَل عَلَى الْمَرْأَة مِن غُسْلٍ إِذَا هِي احْتَلَمَت قَال: «نَعَم إِذَا رَأَت الْمَاء» فعلق النبي r وجوب الغسل على رؤية الماء في السروال أكرمكم الله أي رؤية المني في السروال، وهذا عامٌ للرجال والنساء حتى في رواية قال إحدى زوجات النبي r: » وَيْحَك يَا أُم سُلَيْم فِضَحْتِِ الْنِّسَاء،» وفي رواية قالت امرأة للنبي r من زوجاته:» أَو تَحْتَلِم الْمَرْأَة يَا رَسُوْل الْلَّه قَال: فَبِمَا يُشْبِهُهَا وَلَدُهَا» إذن قول الإمام ابن المنذر رحمه الله (وَأَجْمَعُوَا عَلَى أَن الْرَّجُلَ إِذَا رَأَى فِي مَنَامِهِ أَنَّه احْتَلَمَ، أَو جَامَعَ) في المنام رأى أنه جامع، (وَلَم يَجِد بَلَّلاً عَلَيْهِ).لم يجد منياً (أَن لَا غُسْلَ،).

مسألة معكوسة: لكن ليس مجمع عليها، هب أن رجلاً لم يرى في المنام أنه احتلم، لكن هذا الرجل لما استيقظ من نومه فتش في سرواله فوجد منياً طرياً , يجب عليه أن يغتسل , لأنه رأى الماء إذن الاغتسال مرتبطٌ برؤية الماء وهو المني.

مسألة ثالثة:تتفرع على ذلك: هب أن رجلاً صلى صلوات، ثم ذهب ليغير ثيابه فرأى منياً في ثيابه فماذا يصنع؟ هل يعيد الصلوات التي صلاها؟ أم أن يغتسل ولا يعيد؟ يقول العلماء: هذا الرجل عليه أن يعيد الصلاة من آخر نومة نامها، لماذا لأن غلبة الظن أن هذا الاحتلام كان في هذه النومة؛ يغتسل ويعيد هذه الصلوات.

مسألة أخرى: هب أن هذا الرجل كان إماماً هل يغتسل ويعيد هذه الصلوات ويأمر الناس في المسجد أن يعيدوا صلاتهم؟ الجواب: لا يعيد هو فقط ولا يأمرهم بالإعادة؛ لأن عثمان t صلى بالناس ثم ذهب إلى بستانه فوجد نفسه قد احتلم، وجد نفسه كان جنباً فاغتسل وأعاد الصلاة ولم يأمرهم في المسجد بالإعادة، لماذا؟ يقول العلماء: لأنهم صلوا خلف من يعتقدون طهارته فصلاتهم صحيحة، أما هو فعليه أن يعيد الغسل ويعيد الصلاة.

الإجماع السادس والثلاثون:

يقول الإمام ابن المنذر رحمه الله تعالى: (وَأَجْمَعُوَا عَلَى إِثْبَات نَجَاسَة الْبَوْل).

الشرح: بول الإنسان نجسٌ بالإجماع ,الدليل على ذلك:ما رواه البخاري ومسلم من حديث ابن عباس ب قال: «مَر رَسُوْل الْلَّه r بِقَبْرَيْن فَقَال: «إنَّهُما لَيُعَذَّبَان وَمَا يُعَذَّبَان فِي كَبِيْر بَلَى إنَّه كَبِيْر أَمَّا أَحَدُهُما فَكَان لَا يُسْتَبْرَأ مِن بَوْلِه وَأَمَّا الْآَخَرُ فَكَان يَمْشِي بَيْن الْنَّاس بِالْنَّمِيْمَة»

من أسباب عذاب القبر: بين النبي r أن هاتين المعصيتين سبباً من أسباب عذاب القبر، 1 - المعصية الأولى: لا يستبرأ من بوله وفي رواية" لا يستنزه من بوله " يترك بوله ينزل على ثيابه أو جسده فيلوثه ولا يهتم بتنظيف نفسه؛ فدل ذلك على أنه نجس، المعصية الثانية: كان يمشي بين الناس بالنميمة، فالنميمة وهي نقل الكلام بين الناس على جهة الإفساد والإيقاع بين الناس.

ـ[أم محمد الظن]ــــــــ[10 - Nov-2010, مساء 10:52]ـ

الإجماع السابع والثلاثون: يقول الإمام ابن المنذر رحمه الله تعالى: (وَأَجْمَعُوَا عَلَى أَن عَرَق الْجُنُبِ طَاهِرٌ وَكَذَلِكَ الْحَائِض).

الشرح: أجمع العلماء على أن الإنسان وهو جنب عرقه طاهر، لو لامس ثيابه لا يجب عليه أن يغسله, الدليل على ذلك: ما رواه البخاري ومسلمٌ من حديث أبي هريرة t قال:

.بَيْنَمَا أَنَا فِي بَعْض طُرُق الْمَدِيْنَةِ إِذ قَابَلَتُ الْنَّبِي r فَانْخَنَسْتُ فَاغْتَسَلْتُ ثُم جِئْتُه فَقَال لِي الْنَّبِي r: « أَيْن كُنْتَ يَا أَبَا هِر» قُلْت: يَا رَسُوْل الْلَّه كُنْت جُنُباً فَاغْتَسَلْت ثُم جِئْت قَال: «سُبْحَان الْلَّه إِن الْمُؤْمِن لَا يَنْجُس» فدل ذلك على أن المؤمن لا ينجس وفي رواية إن المسلم لا ينجس يعني لا ينجس نجاسة مادية بل إن المسلم طاهر طهره الله U بالإيمان فهو طاهر طهارة معنوية وهو التوحيد وعكسه المشرك نجسٌ نجاسة معنوية والمؤمن أيضاً لا ينجس؛ وإنما الجنابة حكمية فقط يعني في حكم النجس وليس نجس.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015