وأظهرت ما ذكره ابن عساكر فى مناقبه: أنَّه لم تزل الحنابلة والأشاعرة متَّفقين الى زمن القشيري فإنَّه لما جرت تلك الفتنة ببغداد تفرَّقت الكلمة، ومعلومٌ أنَّ في جميع الطَّوائف من هو زائغ ومستقيم)).
ـ[خلوصي]ــــــــ[07 - Jun-2009, مساء 02:40]ـ
بارك الله فيكم ألف مرة ....
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[10 - Jun-2009, صباحاً 11:22]ـ
/// آمين .. وجزاك خيرًا.
/// وقال الشيخ الإمام ابن تيميَّة رحمه الله أيضًا في المنهاج (5/ 235 - 255): «وقد أمر الله بالصَّلاة على من يموت، وكان النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يستغفر للمنافقين، حتى نُهِي عن ذلك، فكلُّ مسلمٍ لم يُعْلَم أنَّه منافقٌ جاز الاستغفار له والصَّلاة عليه، وإن كان فيه بدعة أو فسق، لكن لا يجب على كُلِّ أحدٍ أن يصلِّي عليه.
وإذا كان في ترك الصَّلاة على الدَّاعي إلى البِدْعة والمظهر للفجور مصلحة من جهة انزجار النَّاس فالكَفُّ عن الصَّلاة كان مشروعًا لمن كان يؤثر ترك صلاته في الزَّجر، بأنْ لا يصلِّي عليه كما قال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم فيمن قَتَل نفْسَه: «صلُّوا على صاحبكم» ...
واعلم أنَّه لا منافاة بين عقوبة الإنسان في الدُّنيا على ذنبه، وبين الصَّلاة عليه والاستغفار له؛ فإنَّ الزَّاني والسَّارق والشَّارب وغيرهم من العُصَاة تقام عليهم الحُدُود ومع هذا فيُحْسَن إليهم بالدُّعاء لهم في دينهم ودنياهم؛ فإنَّ العقوبات الشَّرعية إنَّما شُرِعَت رحمةً من الله بعباده، فهي صادرةٌ عن رحمة الله وإرادة الإحسان إليهم.
ولهذا ينبغي لمن يعاقب النَّاس على الذُّنوب أنْ يقصد بذلك الإحسان إليهم، والرحمة لهم، كما يقصد الوالد تأديب ولده، وكما يقصد الطَّبيب معالجة المريض ...
وهكذا الرَّدُّ على أهل البِدَع من الرافضة وغيرهم إنْ لم يقصد فيه بيان الحق وهدى الخلق ورحمتهم والإحسان إليهم لم يكن عملُهُ صالحًا.
وإذا غلَّظ في ذمِّ بدعةٍ ومعصيةٍ كان قصده بيان ما فيها من الفَسَاد ليحذرها العباد، كما في نصوص الوعيد وغيرها.
وقد يهجر الرجلَ عقوبةً وتعزيرًا، والمقصود بذلك ردْعُه وردع أمثاله، للرَّحمة والإحسان، لا للتشفِّي والانتقام؛ كما هجر النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أصحابه الثَّلاثة الذي خُلِّفُوا، لما جاء المتخلِّفُون عن الغزاة يعتذرون ويحلفون وكانوا يكذبون، وهؤلاء الثلاثة صَدَقوا وعُوْقِبُوا بالهجر، ثُمَّ تاب الله عليهم ببركة الصِّدق ..
وهكذا يصيب أصحاب المقالات المختلفة إذا كان كُلٌّ منهم يعتقد أنَّ الحق معه، وأنَّه على السُّنَّة؛ فإنَّ أكثرهم قد صار لهم في ذلك هوىً، أن ينتصر جاههم أو رياستهم وما نسب إليهم، لا يقصدون أن تكون كلمة الله هي العليا، وأن يكون الدِّين كلُّه لله، بل يغضبون على من خالفهم، وإن كان مجتهدًا معذورًا، لا يغضب الله عليه، ويرضون عمَّن يوافقهم وإن كان جاهلًا سيء القصد، ليس له علمٌ، ولا حُسْن قصدٍ، فيفضي هذا إلى أن يحمدوا من لم يحمده الله ورسوله، ويذمُّوا من لم يذمه الله ورسوله، وتصير موالاتهم ومعاداتهم على أهواء أنفسهم، لا على دين الله ورسوله.
وهذا حال الكفَّار الذين لا يطلبون إلَّا أهواءهم، ويقولون: هذا صديقنا، وهذا عدونا، وبلغة المَغُل: هذا بال، هذا باغي، لا ينظرون إلى موالاة الله ورسوله، ومعاداة الله ورسوله،
ومن هنا تنشأ الفِتَن بين النَّاس، قال الله تعالى: (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كُلُّه لله)، فإذا لم يكن الدين كله لله كانت فتنة .. ».
ـ[فيصل بن المبارك أبو حزم]ــــــــ[10 - Jun-2009, مساء 01:42]ـ
الأخ الشيخ عدنان البخاري؛ بارك الله فيك على هذا الطرح العلمي المتميز، فما أحوج الكثيرين إليه في هذا الزمان.
و الله المستعان
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[12 - Jun-2009, صباحاً 11:29]ـ
/// آمين .. وجزاك الله خيرًا ..
/// وقال الإمام ابن تيمية رحمه الله في درء التَّعارض (7/ 168 - 169): « .. وأمَّا المناظرة المذمومة من العالِم بالحقِّ فأنْ يكون قصدُهُ مجرَّد الظُّلم والعُدْوان لمن يناظِرُه، ومجرَّد إظهار علْمِه وبيانِه؛ لإرادة العُلُوِّ في الأرض.
فإذا أراد علوًّا في الأرض أو فسادًا كان مذمومًا على إرادته، ثُمَّ قد يكون من الفُجَّار الذين يؤيِّدُ الله بهم الدِّين، كما قال النَّبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم: «إنَّ الله يؤيِّدُ هذا الدِّين بالرَّجل الفاجِر».
فكما قد يجاهد الكُفَّار فاجِرٌ، فينتفع المسلمون بجِهَاده فقد يجادلهم فاجِرٌ، فينتفع المسلمون بجدالِهِ، لكن هذا يضرُّ نفْسَه بسوء قصده، وربَّما أوقعه ذلك في أنواعٍ من الكذب والبِدْعة والظُّلم؛ فيجرُّه إلى أمورٍ أخرى .. ».
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[12 - Jun-2009, مساء 02:15]ـ
http://majles.alukah.net/showpost.php?p=239696&postcount=23
ـ[أبو فارس الساعدي]ــــــــ[25 - عز وجلec-2009, مساء 09:25]ـ
أشكر الأخ عدنان والاخوة المشاركين في الموضوع المهم والحقيقة كم تفرقت القلوب وتناكرت بين طلاب العلم بحجة تطبيق الولاء والبراء على بعضهم دون التفريق بين ما يستحق ان يُهجر عليه الشخص وغيره ومن غير مراعاة للمصلحة، بل والله إن رأى بعض هؤلاء من محبيهم والوقوع في مثل ما انتقدوه اعتذروا له فنحى بالهجر منحى غير ما شرع له فصار كما قال الشاعر:
وعين الرضى عن كل عين كليلة ولكن عين السخط تبدي المساوي
ولا شك أن الهجر يتقرب به الى الله تعالى فهو عبادة ولكن هو مقصودٌ لغيره لا لذاته فاليُتأمل
¥