ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[04 - Jul-2007, صباحاً 06:31]ـ

الشيخ الفاضل الحبيب إلى القلب أبو عمر ..

تقريركم جيد في مجمله، وهذه المسألة إذا تقرر الهجر الشرعي لا إشكال فيها، غير أن ثمرة الخلاف في الأصل بورك فيكم جواب سؤال حاصله: هل يقال للعامي الساذج في دولة التوحيد خالط المبتدعة وجالسهم وعليك أن تصلهم وتكرمهم إلاّ أن يحرر بعض أهل النظر المنع من ذلك بعد النظر في المصالح والمفاسد والترجيح بينها.

أو يقال له تجنبهم إلاّ أن يحرر جواز مخالطتهم بعض أهل النظر.

/// الأخ الكريم الشيخ (حارث الهمَّام) .. وفقه الله وبارك فيه ونفعنا بعلمه

/// لابد من تحرير معنى (التحرير) الذي أردُّته في هِجرة أهل المعاصي، لا المعصية حال وقوعها.

/// فهو باختصار تفهيم العامِّي أنَّ الهِجرة واجبةٌ إذا وقعت موقعها الشرعي، وبس!

/// وببسط لهذا المختصر فيُقال للعامِّي بكل سهولةٍ: انظر هل في هجرتك لهذا المبتدع -خاصةً إن كان من أهله أوأحبابه- منفعةً لدينه أومفسدة، أوكلتاهما، فأيُّهما أرجح أوأكثر.

/// ولا أظنُّ أنَّ الأمر يستدعي وقتًا واسعًا أو فقهًا دقيقًا للترجيح، فمجرَّد تفكيره وتقليبٍ للنَّظر منه في ذهنه يتَّضح له إن كان عاقلًا عالمًا بحال المهجور؛ إذ ليست قضيَّةً اجتهاديَّةً توسد لأهل العلم دون غيرهم ويُراجَع فيها المفتي ليقضي له بتفصيلٍ، هل هجرته ناجعة فتكون مشروعة، أوغير ذلك فتكون ممنوعة!

/// ولا أحد أكثر معرفة برجحان المفسدة أوالمصلحة في تلكم المسألة من صاحبها.

/// وأيضًا .. تبرز الثَّمرة التي ذكرتموها بعد هِجرته لذاك الشَّخص، ولا نفع منه، أوفيه مفسدة أعظم قد وقعت؛ فهنا يجب عليه ترك الهِجرة له.

/// لذا قلتُ: إنَّه لا داعي لتقسيم مسألة متكاملة إلى أصلٍ واستثناء، ثمَّ التنازع، في أيِّها الأصل، وأيها الاستثناء؟! كمسألة الدجاجة والبيضة، أيتهما خلقت أولًا! (ابتسامة)

/// وعلم الله كم أستفيد من مشاركاتكم النَّافعة وأتتبَّعها، والله يحفظكم.

ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[04 - Jul-2007, صباحاً 10:24]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

* الحمدلله وحده، وبعد

فقد انتشرعند فئامٍ كثيرةٍ من الناس المنتسبين إلى الخير والصَّلاح هجر أهل البدع والمعاصي بإطلاق.

وظنُّوا أنَّ ذلك هو هدي الشَّرع فيه، واستأنسوا -بل استدلُّوا- عليه بفعل السَّلف رحمهم الله.

بارك الله فيك بحث جيد والدليل عليه ايضا ..

لم نر من الذين هُجروا رجعوا الى الحق

وحبذا لو غيرت من كلمت (المنتسبين) الى كلمت (من اهل الخير والصلاح ... ) لكانت اطيب والله اعلم

ـ[حارث الهمام]ــــــــ[04 - Jul-2007, صباحاً 11:06]ـ

شكر الله لكم لطفكم وكلامكم محتمل إن كان مناط الهجر المستوعب هو حاصل المذكور في قولنا:

وببسط لهذا المختصر فيُقال للعامِّي بكل سهولةٍ: انظر هل في هجرتك لهذا المبتدع -خاصةً إن كان من أهله أوأحبابه- منفعةً لدينه أومفسدة، أوكلتاهما، فأيُّهما أرجح أوأكثر.

غير أن مناط الهجر في تقريرات شيخ الإسلام وغيره ليس هو ذا فقط، وإنما هذا واحد منها، وقد قيل في الرد الأول (15):

لعل الأصل أن يقال بهجر المبتدع إلاّ أن تكون المصلحة متحققة في تركه.

وذلك لعموم النصوص التي استدل بها أهل السنة على هجر المبتدع، ولورود النصوص والآثار علم أن الأصلح إذا لم يلتبس الأمر أو لم تظهر مصلحة راجحة فالأصلح هجر المبتدع.

والمصلحة إما أن تعود على:

1 - المهجور.

2 - أو الهاجر.

3 - أو المجتمع. أو بعض هذه الثلاثة أو جميعها.

فإن تحقق انعادم المصلحة كأن تكون الدولة دولة بدعة أو المجتمع موافق للمبتدع، لا يخشى عليه التأثر به، والمهجور لن ينزجر بهجر مثل هذا الهاجر، والهاجر على بصيرة من أمر دينه فلا يخشى أن يلبس المبتدع عليه، فلا معنى للهجر حين إذ وإلا فالمصلحة فيما جاءت به النصوص قطعاً.

ويختلف تقدير المصلحة باختلاف المقتضي للهجر فإذا كان الغرض تأديب المهجور نظر في ملابسات من الواقع هل تكفل تحقق المصلحة المرجوة بذلك؟

وإذا كان مقتضي الهجر سلامة النفس نظر في غيرها.

وإذا كان الغرض تحذير الأمة نظر في أخرى.

وإذا كان الغرض جميع ما ذكر نظر في ذلك كله.

والله أعلم.

ومضى في بعض كلام شيخ الإسلام المنقول ما يدل على هذا.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015