ـ[ماهر الفحل]ــــــــ[29 - صلى الله عليه وسلمpr-2007, مساء 01:47]ـ

ما شاء الله بحث مسدد، وفقكم الله ونفع بكم

ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[02 - May-2007, مساء 10:00]ـ

الأخ الكريم ابن عقيل … وفقه الله

ما شرحتَهُ -بارك الله فيك- بعبارات (الشروط والموانع والحالات) ونحوها من الأمور لا تخرج عن قضيَّة المصْلحة الشرعيَّة التي أردُّتُها.

فقد قلتُ في مبتدأ مقالي ما نصُّه: "الهجر ليس مشروعًا دومًا؛ بل هو بحسب حال الشَّخص، والزَّمان، والمكان، وظهور السنة وأهلها وخفائهما، وكلُّ هذه الأمور تجمعها (المصلحة الشرعيَّة) .... الخ".

* فقولي (ليس مشروعًا دومًا) يدلُّ على مشروعيَّته، لكن ليس على الدَّوام.

فإن قال ولم ليس على الدوام بيَّنت لك المقصود بما تقدَّم نقله آنفًا من مطلع مقالي السَّابق، وهو ما أسميته بالشروط والموانع و ... الخ.

وعليه .. فلا أرى خلافًا بين مرادي ومرادك؛ غير الاختلاف في التعبير والعرض والاصطلاح، وإلَّا فالمؤدَّى واحدٌ.

* وأمَّا قولك وفقك الله: "الهجر الشرعي سنة نبوية وسنة راشدة" فلا خلاف في ذا، على الأقل بيني وبينك، ولكن محلُّ التحرير المراد في المقال أن يُقال: "وترك الهجر عن أهله هو سنَّة راشدةٌ أيضًا".

------------------------------------------

الأخ أحمد بن صالح الزهراني [أبوعمر الكناني] ... وفقه الله

? لو مهَّدُتُ بأنَّه لا خلاف بيننا في أنَّ نصوص الكتاب والسُّنَّة ناطقة بهجرة ثلاثة أمور، المعصية -عينها-، وأهلها، ومكانها، وأنَّ النَّبيُّ (ص) قد هجر الثلاثة رضي الله عنهم المتخلِّفين عن تبوك، وترك هجرة غيرهم من المتخلِّفين ممَّن هم شرٌّ منهم! بل ترك هجرة من هو كابن أُبيٍّ -رأس النِّفاق- شرٌّ الجميع =فإنَّنا نصلُ إلى أنَّ المقصود: أنَّ الحكم لا يطَّرد في هجرة أهل المعاصي، بل يختلف باختلاف الوقائع والأحكام.

فالهجرة الشَّرعيَّة بفعلها وتركها أصلٌ واحدٌ تُفعل للمصلحة الشَّرعيَّة (الزَّجر وغيره)، وتُترك لانعدام هذه المصلحة نفسها.

فقولي في عنوان مقالي: (منوطٌ بالمصلحة الشَّرعيَّة، لا على إطلاقه) أردُّت به أنَّ الشَّارع قد علَّقه بحصول المصلحة منه، لا أنَّه حكمٌ تعبُّديٌّ لا نفقه الحكمة منه، وأنَّ (الحكم يدور مع علَّته وجودًا وعدمًا).

- وليس بفرضٍ عليَّ ولا على أحدٍ تسمية (تحرير) معنى هذه الهجرة الشَّرعية بـ (الأصل) وتركه بـ (الاستثناء)؛ إذ لا داعي لهذا المصطلح لو فُهمت الهجرة الشَّرعيَّة على معناها الشمولي على الوجه المتطرِّف.

- فكونك -وفقك الله- أسميت ترك الهجرة (استثناء) لا يغيِّر في معنى الأمر شيئًا، بل لو قلت إنَّه لا حاجة لتجزئته بتسميته أصلًا واستثناءًا.

- أمَّا التَّعبير عن هذا التَّفصيل بكونه: "خلخلة للأصل"، أو"ضرب للأصل"، أو"تنكُّرٌ له كأصل" من (الإرهابِ الفكريِّ) الذي ينبغي التخفُّف منه في محاورة الإخوان؛ إذ لا خلخلة ولا ضرْب ولا تنكُّر لأيِّ أصلٍ إن قُريء المقالُ بالوجه الذي بيَّنتُه! غاية ما في الأمر أنَّه تحريرٌ لتطبيق ذلك الأصل على الوجه الشَّرعيِّ الذي جاء به، على الوجه المتطرِّف الذي فهمه فئامٍ من النَّاس أنعم الله عليهم بالهداية والرشاد.

- وأمَّا كون بعض المتحلِّلين من حكم الشريعة اتَّكأوا على "دعوى المصلحة" في تسويغ ضرب الأصول الشَّرعيَّة فالفارق بين صنيعهم وبين مرادي ظاهرٌ، لا أظنُّه يخفى عليك، فما مثَّلتَ به في وادٍ وما أردُّته من مقالي في وادٍ آخر.

? ثم لأنْ وَقَعَ الأسف الشَّديد من تعطيل الهجرة الشَّرعيَّة عند فئامٍ من النَّاس دون ((مسوِّغٍ شرعيٍّ)) وهوأصلٌ شرعيٌّ -فهو أسفٌ في محلِّه- = لكن حريٌّ أن يقع الأسف أشدّ منه من عدم تحرير هذ الهِجرة وتطبيقها على مراد الشَّارع.

وذلك ما أوقع بعض النَّاس في البغي والاعتداء على أعراض إخوانهم بفهمٍ سطحيٍّ للهجرة؛ كهجرة كُلِّ مخالفٍ في فهمٍ دون مراعاة نظَر الشَّرع وحكمة شرعه لهذا الأصل ... الخ

فهجرتهم شيءٌ، والهجرة الشَّرعيَّة التي علَّقها الشَّارع بالمنفعة والمصلحة شيءٌ آخر.

والنَّظر فيما نبَّهتُ إليه ههنا هو دافعي لكتابة هذا المقال، وما يحصل في بلادٍ كثيرةٍ من تنفير النَّاس عن الحقِّ وأهله بفتاوى طيَّارة تعبر البحار عبر الهاتف، دون وعيٍ لفائدة هذه الهِجْرة ونفعها، أوعدمه، ودون تحرير المقصود منه!

وإلَّا فإنَّ التمهيد بذكر مشروعيَّة الهِجرة لا يخفى على فاعليه من المتطرِّفين في فهمه فلم يكن ثَمَّة داعٍ لبيانه.

- والعِلْم كلَّما كان النَّاس إليه أحوج كان الاهتمام به أوجب.

- وأمَّا ما ذكرتَه من أنَّ: "كلمات السَّلف عامّة بلا قيد" في هذا الباب، فلأنَّ الهجر كان في زمانهم ناجعًا إلى حدٍّ كبيرٍ، وخاصَّةً في مناطق نفوذهم كبغداد ونحوها.

بخلاف ما يحصل في زماننا ((في بعض الأماكن)) دون بعض.

فلو كانت أحوالنا كأحوالهم لما كان ثَمَّ داعٍ للتَّفصيل الذي أردُّته من مقالي.

- ولا أنسى أن أشكر الأخوة الأفاضل جميعهم على إثراء الموضوع بمشاركاتهم وتشريفي بمروهم.

وبالله تعالى التوفيق، وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّد وعلى آله وصحبه أجمعين.

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015