ـ[حسان الرديعان]ــــــــ[22 - عز وجلec-2006, صباحاً 12:35]ـ
قال ابن قدامة في المغني:
فصل وأفضل الأضاحي البدنة ثم البقرة ثم الشاة ثم شرك في بقرة وبهذا قال أبو حنيفة والشافعي وقال مالك الأفضل الجذع من الضأن ثم البقرة ثم البدنة لأن النبي (ص) ضحى بكبشين ولا يفعل إلا الأفضل ولو علم الله خيرا منه لفدى إسحاق به. ولنا قول النبي (ص) في الجمعة من راح في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشا ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة ولأنه ذبح يتقرب به إلى الله تعالى فكانت البدنة منه أفضل كالهدي فإنه قد سلمه ولأنها أكثر ثمناولحما وأنفع فأما التضحية بالكبش فلأنه أفضل أجناس الغنم وكذلك حصول الفداء به أفضل والشاة أفضل من شرك في بدنة لأن إراقة الدم مقصودة في الأضحية والمنفرد يتقرب بإراقته كله والكبش أفضل الغنم لأنه أضحية النبي (ص).
استدلَّ ابن قدامة رحمه الله بدليل عام في أفضلية جنس البهيمة وهذا لا شك فيه. ولكن الدليل الخاص الوارد في الأضحية جاء في الغنم، ولأنه (ص) لا يفعل إلا الأفضل كما قال مالك. كما أنه (ص) في الهدي أهدى إبلاً مع أنه أشرك معه علي بن أبي طالب فكيف يوجّه ابن قدامة أفضلية الأضحية بالإبل على العموم، ويخصص الغنم عند التشريك، وفعل النبي (ص) في الأضيحة أوجه وأخص في هذا الباب؟
ـ[عدنان البخاري]ــــــــ[22 - عز وجلec-2006, صباحاً 08:07]ـ
استدلالهم بفعل النبي (ص)؛ إذ ثبت عنه أنه (ص) ضحى بكبشين، وأنه (ص) لا يضحي إلاَّ بالأفضل.
=قد نوقش من وجوه:
1 - أنه قد صح أن عائشة قالت: (كان رسول الله (ص) يترك العمل وهو يحب أن يعمل به؛ مخافة أن يعمل به الناس فيكتب عليهم)، وقد ثبت أنه ضحى بغير الغنم.
2 - فكما أهدى غنماً مقلدة فقد ضحَّى (ص) أيضاً بالبقر؛ كما في حديث عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، وهو آخر عمله (ص) ولم يضح بعدها.
وأمَّا استدلالهم بفعل إبرهيم (ص)؛ إذ فداه الله بذبح عظيم، وهو الكبش، وقالوا: ولو علم خيراً منه لفداه به.
= فقد نوقش من وجوه أربعة:
1 - أنَّ إبراهيم ليس هو المفدي بذلك الكبش وإنما هو ابنه (ص)، ثم ليس هو الذي اختاره؛ بل أمر به من لدن ربه (ص).
2 - أنَّه ليس في قصة إبراهيم دلالة على أنَّ الغنم أفضل؛ إذ لو صحَّ فليس فيه فضل سائر الكباش على سائر الحيوان.
3 - أنَّ ذلك الكبش الذي ذبحه إبراهيم (ص) لم يكن في الأضحية.
4 - أنه معارض بفعل غيره من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام؛ كقصة موسى (ص)؛ إذ قال (ص): ((إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة))، إلى قوله تعالى: ((فقلنا اضربوه ببعضها كذلك يحيي الله الموتى ويريكم آياته)).
? وعلى هذه القصة .. فينبغي على هذا أن يكون البقر أفضل من الضأن بهذه الآية البينة الواضحة.
? وكذا قد قال الله تعالى في قصة صالح (ص): ((ناقة الله وسقياها))، وهي ناقة صالح.
? فينبغي عليه أن تكون الإبل أفضل من الضأن بهذه الآية البينة الواضحة؟!!
ـ[الحمادي]ــــــــ[22 - عز وجلec-2006, مساء 12:52]ـ
الأخوان الفاضلان، وفقكما الله وجزاكما خيراً
وأشكركم يا أبا عاصم على هذه المناقشة المفيدة
فإذا انضمَّ إلى ما ذكرتم ما أشار إليه ابن قدامة من أنَّ التضحية بالبدنة عن الواحد أكثر ثمناً ولحماً وأعظم نفعاً = فتكون التضحية بالبدنة أفضل
هذا وجه قول ابن قدامة رحمه الله، بغض النظر عن الترجيح.