الْأَمْرُ عِنْدَنَا عَلَى الْكَرَاهَةِ لِقِرَاءَةِ هَذِهِ الْآيَاتِ الْمُخْتَلِفَةِ كَمَا أَنْكَرَ الرَّسُولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بِلَالٍ، وَكَمَا اعْتَذَرَ خَالِدٌ مِنْ فِعْلِهِ، وَلِكَرَاهَةِ ابْنِ سِيرِينَ لَهُ. وَأَمَّا حَدِيثُ عَبْدِ اللَّهِ فَإِنَّمَا وَجْهُهُ عِنْدِي عَلَى أَنْ يَبْتَدِئَ الرَّجُلُ فِي السُّورَةِ يُرِيدُ إِتْمَامَهَا، ثُمَّ يَبْدُو لَهُ فِي أُخْرَى، فَأَمَّا مَنِ ابْتَدَأَ الْقِرَاءَةَ وَهُوَ يُرِيدُ التَّنَقُّلَ مِنْ آيَةٍ إِلَى آيَةٍ وَتَرَكَ التَّأْلِيفَ لِآي الْقُرْآنِ فَلَيْسَ هَذَا عِنْدَنَا مِنْ فِعْلِ أَهْلِ الْعِلْمِ , إِنَّمَا يَفْعَلُهُ الْأَحْدَاثُ وَمَنْ لَا عِلْمَ لَهُ؛ لِأَنَّ اللَّهَ لَوْ شَاءَ لَأَنْزَلَهُ عَلَى ذَلِكَ، أَوْ لَفَعَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. عَلَى أَنَّ حَجَّاجًا حَدَّثَنَا عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَبِلَالٍ مِثْلَ الْحَدِيثِ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ عَنْهُمْ. إِلَّا أَنَّهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " كُلُّ ذَلِكَ حَسَنٌ ". قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ: وَذَلِكَ أَثْبَتُ عِنْدِي لِأَنَّهُ أَشْبَهُ بِفِعْلِ الْعُلَمَاءِ
فائدة أثناء التأمل فيما كتب وأطرحها كذلك من باب المدارسة:
بدا لي أنه قد يشهد لما علقه الشيخ عبدالرحمن اختلافهم في عد الآي فمعلوم أن المدني غير المكي غير الشامي غير الكوفي في بعض الأحيان، وهذا يقضي بأن ما كان آية في بعضه جزء آية في بعضه الآخر.
ثم إن هذه المسألة قد تجر إلى مسألة ترتيب الآيات وهو عندهم توقيفي فترتيب الكلمات لاشك هو توقفي ولكن هل علامة الآية ووضعها في ذلك الموضع من الكلام المرتب كان بتوقيف؟ إذا كان كذلك فلماذا اختلف العد؟
ـ[المسيطير]ــــــــ[20 - عز وجلec-2006, مساء 04:09]ـ
الشيخ الكريم / حارث الهمام
جزاكم الله خير الجزاء.
وفي هذه الفتوى عن سماحة الإمام ابن باز رحمه الله ما يؤيد ما تذهبون إليه، فقد نقل أخونا / عبدالله المحمد وفقه الله تعالى في ملتقى أهل الحديث مايلي:
السائل (الشيخ عبدالعزيز بن قاسم): أحسن الله إليك إذا قرأ آية طويلة لا يقتصر على بعضها.
الشيخ رحمه الله: الآية ما تقطع.
انتهى من الوجه الأول من الشريط السادس من شرحه رحمه الله على الروض المربع.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[20 - عز وجلec-2006, مساء 06:31]ـ
حتى الكلمة لا اختصاص لها بالقرآن، بل الجملة قد لايكون لها اختصاص بالقرآن إذا جردت عن قصد القائل.
أحسن الله إليكم وأمتع بكم.
نعم هو كذلك، لكن يظهر لي أنه يصح أن يقال له قارئا بخلاف الحرفِ واسمِهِ فلو قال {الْقَارِعَةُ} فلا إشكال في تسمية هذه قراءة.
والله أعلم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[21 - عز وجلec-2006, صباحاً 08:24]ـ
أحسن الله إليكم مشايخنا الأكارم
والله إن المرء ليشعر بضآلته حينما يقرأ كلامكم، ولولا أن مائدة الكرام لا تضيق لما كان لمثلي مجال للمشاركة.
وأحب أن أضيف إضافة لا أراها ذات بال، وما هي إلا خاطرة لعل المشايخ ينظرون فيها.
وهي أن قوله تعالى: {فاقرءوا ما تيسر} هل هو مطلق في كل ما يسمى كلاما أو كلمة أو نحو ذلك؟
لو كان هذا مرادا لقال: {فاقرءوا} وانتهى الأمر، أو لقال (فاقرءوا شيئا) أو نحو ذلك.
فزيادة {ما تيسر} يظهر لي أنها تقييد للقراءة وليست إطلاقا لها، بمعنى أن المقصود قراءة ما يتيسر للإنسان ولا يصعب عليه، وهذا بطبيعة الحال يختلف من إنسان إلى آخر، ولكن الظاهر أن هذا اليسر لا يختلف عند القارئ إذا قال كلمة واحدة أو جملة كاملة، ولكنه قد يختلف مثلا في قراءة آية الدين، فقد يستطيلها بعض الناس فيقسمها على ركعتين.
والمقصود أن جملة {فاقرءوا ما تيسر} تفيد في اللسان العربي - كما أفهم بفهمي القاصر - جملة مفيدة على الأقل، وليس الأمر مقتصرا على ثلاث كلمات أو نحو ذلك، فإن الذي يقرأ قوله تعالى: {قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها} ويقف عند هذا الحد لا يسمى قارئا لأنه لم يأت بتمام المعنى، وقد يتم المعنى بأقل من ذلك في آيات أخرى.
وقد تكون القراءة ببعض آية أقرب إلى المراد من قراءة آية، فإن الذي يقرأ قوله تعالى: {مدهامتان} لم يأت بجزء مفهوم مستقل، بخلاف الذي يقرأ نصف آية الدين.
هذا ما بدا لي وأرجو أن يصوب لي المشايخ الكرام
ـ[حارث الهمام]ــــــــ[22 - عز وجلec-2006, مساء 05:01]ـ
أحسن الله إليكم أبا محمد، وجزاكم الله خيراً.
وأقول لشيخنا عبدالرحمن -واعذرني على التطويل- تسمية النطق بالحرف المجرد قراءة كما ذكرتم قد يكون فيها نظر وهذا له وجه، ولعل في هذا نزاع، فكما تعلمون المشهور عند الحنابلة أن الحرف المراد في الحديث المذكور هو حرف التهجي الذي هو جزء الكلمة كما ذكر ابن مفلح في الآداب، وشيخ الإسلام يخالف هذا المعنى ويقول المقصود نحو أسماء الحروف التي مثل بها، وأياً ما كان الصواب فتبقى حجة عامة الحنابلة مشعرة بأن نطق الحرف عندهم يسمى قراءة له.
وأم تعليق الأخ الحبيب المفيد أبومالك .. فقد فتح علي آفاقاً:
فههنا مسألتان:
الأولى: قوله: (ما تيسر) اسم موصول وهو يفيد العموم عند أهل اللغة والأصول، فكل ما تيسر داخل تحته بدلالة الاسم الموصول.
الثانية: قوله: (فاقرءوا) مطلق مقيد بالقرآن.
ومن مجموعهما ينبغي أن يقال كل ما سمي قرآناً فقد تناولته الآية.
ثم نرجع إلى أقل ما يسمى قرآناً هل هو المعجز منه وما حده؟
بعض الفقهاء يذكر ثلاث آيات وفيه نظر.
فهل يقصر على آية أو دونها؟
ثم نرجع هذا إلى مسألة العمل.
ولتبقى المسألة في حيز ما يفتقر إلى مزيد نظر ولله ما أكثره!
¥