ولست أعني من كان غير أهل لتولي مثل هذه الولايات، كما هو حال كثير ممن يتولى بعض أمور ومصالح المسلمين، فهؤلاء البلاءُ بهم كبير، وهم غير مؤتمنين على ما تحت أيديهم، ولا يظن بهم إلا التقصير، و فعل ما ينتفعون به!
وإنما أعني أهل الفضل والخير، ومن احتسب الأجر، وعمل متطوعا لوجه الله، وأراد نفع المسلمين، فإنك تجد من بعضهم تجاوزا في التصرف في الأموال العامة بغير ما تقتضيه المصلحة، وهذا يقع إما: غفلة، أو جهلا، أو تساهلا، أو .. الخ
و يختلف ذلك بحسب حال المتجاوز.
ومن أمثلة ذلك:
• أنك ترى من يجمع أموالا من الناس لبناء مسجد، أو ترميمه .. الخ، ثم ترى ألوانا من التصرف في هذا المال في غير محلها، كزخرفة المسجد بأنواع من الزخارف، ووضع الثريات الغالية، وتكثير سماعات الصوت زيادة على حاجة المسجد .. ونحو ذلك من التجاوز، وصرف المال في غير محله.
• وتجد مَن يجمع أموالا لبعض دور تحفيظ القرآن ... ثم تجده قد صرف من هذه الأموال على مكتب إدارة الحلقات، واشترى تجهيزات المكتب من أفخر الموجود، وربما تجد تجاوزا في الإنفاق على الحوافز كجوائز ورحلات الطلاب.
• وكذا تجد مَن يجمع أموالا لتفطير الصائمين ثم لا يجتهد في التعامل مع هذا المال بالأفضل والأرخص مع الإمكان.
• ومن الأمور التي كثر التجاوز فيها مؤخرا: الإعلانات عن الدروس والمحاضرات.
فإنك تجد المبالغة الشديدة في نوع الورق، وحجمه، وعدد الإعلانات.
وقد دخلت المسجد مرة فوجدت ثلاث إعلانات ملصقة لبدء التسجيل في حلقات التحفيظ بأحد المساجد المجاورة، مع أن المسجد ليس له إلا باب واحد!
ووجدتُ عشرة أخرى وضعت جانبا على رف الكتب!
وحجم هذه الإعلانات كبير: 45 سم في 75 سم! تقريبا
ونحو ذلك من التجاوزات ..
ولا يفهم من هذا أني أدعو إلى الوسوسة، أو التقتير في الإنفاق، بل أدعو إلى النظر في الأصلح، وسؤال أهل الخبرة في الأمر الذي يشكل أو يشتبه.
وتذكر دائما أن نظرك للعمل الذي تقوم به لغيرك "نظر مصلحة"، بخلاف تصرفك ونظرك لأمورك الخاصة، فهو "نظر شهوة" فأنت حر في مالك في حدود ما أباح الله تعالى.
فأذكِر نفسي، وإخواني بعظم المسؤولية، وخطورة الأمر، فهذه حقوق للعباد مبناها على المشاحة، ومصالح للخلق قد ائتمنتم عليها؛ فاتقوا الله فيما وليتم، وتناصحوا بينكم، وتداركوا ما فرطتم فيهم قبل ألا يكون دينار ولا درهم.
والله أعلم.
{إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}
ـ[الحمادي]ــــــــ[26 - Nov-2006, مساء 03:45]ـ
جزاك الله خيراً أبا عبدالله على هذا التذكير
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[29 - Nov-2006, مساء 02:43]ـ
جزاكم الله خيراً يا شيخ عبد الرحمن ...
والمسألة بالغة الأهمية، ومعلوم أن المتصرف عن الغير في الصور المشار إليها يعدُّ أميناً، ومن ثم فلا يضمن إلا إذا اعتدى أو فرط، وما تفضلتم بالإشارة إليه ضروب من الاعتداء، فلو قيل بتضمينه لم يبعد، والعلم عند الله.
وهنا مسائل دقيقة تتفرع عن أصل المسألة، يكثر السؤال عنها، لعلها تجمع هنا ...
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[30 - Nov-2006, صباحاً 11:01]ـ
بارك الله فيكم أبا عبد الله
لعلك تتكرم بالتفريع ...
و القول بتضمينه قوي جدا لكن مَن مِنهم سيضمن!
لكن لعل إثارة المسألة وبيان خطورتها = تمسك بحجز من اعتاد على تلك المسالك.
ـ[الحمادي]ــــــــ[30 - Nov-2006, مساء 03:55]ـ
وهنا مسائل دقيقة تتفرع عن أصل المسألة، يكثر السؤال عنها، لعلها تجمع هنا ...
وفقكم الله ونفع بكم
لعلكم تتفضلون بسرد ما يظهر لكم من فروع
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[30 - Nov-2006, مساء 06:39]ـ
حسناً: سوف أورد بعض المسائل تباعاً، مما سُئلتُ عنه أو سمعته، فمنها القريب من الموضوع، ومنها دون ذلك.
ولكم ـ مشايخنا الكرام ـ الخيَرة في إبقاء الموضوع في مكان واحد، أو فصله في صفحة مستقلة، إن رأيتم أنه لا علاقة مباشرة له بموضوع الأصل.
""""""""""""""""""""""""""""
أ ـ هل يجوز للناظر (1) أن يقترض أو يُقرض من التبرعات، والحال أن المشروع متوقف لعدم استكمال المبلغ اللازم.
¥