ـ[ابو عبد الاله المسعودي]ــــــــ[16 - عز وجلec-2010, مساء 04:26]ـ
3/ حديث أبي أمامة ورد عنه من طريقين:
1/ الأعمش
أخرجه أحمد في المسند (22170) وابن أبي شيبة في المصنف (26121) [1] ( http://majles.alukah.net/#_ftn1) وعنه ابن أبي عاصم في السنة (114) قالا ثنا وكيع قال سمعت الأعمش قال حدثت عن أبي أمامة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يطبع المؤمن على الخلال كلها إلا الخيانة والكذب»
سئل الدارقطني في العلل عن هذا الحديث (13/ 276) فقال: رواه وكيع عن الأعمش قال حدثت عن أبي أمامة.
ورواه علي بن هاشم بن البريد عن الأعمش عن أبي إسحاق عن مصعب بن سعد عن سعد وهو الصواب.
أقول: تصويب الدارقطني رواية علي بن هاشم له وجه ظاهر فإنه تابعه حمزة الزيات كما في العلل على أصل الرواية وإن كان خالفه في بعض الإسناد ثم إن للحديث أصلا عن مصعب بن سعد لكن حصره الصواب في رواية علي قد يبدو مشكلا فإن وكيعا أحفظ من جماعة مثل علي وحمزة والأعمش متسع الرواية كثير الحديث وتصحيح رواية وكيع بمثل هذا الاعتبار لا يخفى على الإمام الدارقطني
ولعل قائلا يقول إن رواية وكيع عن الأعمش متكلم فيها بشيء كما ذكر يعقوب بن شيبة لكنه ضعيف مدفوع وهذا لا يرد على الدارقطني نفسه فإنه القائل أرفع الرواة عن الأعمش الثوري وأبو معاوية ووكيع ويحيى القطان وابن فضيل وقد غلط عليه في شيء.
أقول: الاجتهاد في مثل هذه المواطن له مدخل في الترجيح وعلى كل لو كانت رواية وكيع عن الأعمش محفوظة فإن إرسالها ظاهر والله أعلم
بارك الله فيك أبا صهيب، على هذه التّنكيت الذي لا يحسنُه إلاّ من أوتي فهماً عميقا لكلام أئمة العلل .. وإني أحببتُ أن أذيّل عليه، وأزيده توضيحاً:
قول الدارقطني -لله دره- هنا:"وهو الصواب" ليس تصويباً مطلقاً لرواية عليّ بن هاشم عن الأعمش به عن سعد مرفوعاً .. وإلا فقد سُئل-رحمه الله- عن حديث سعدٍ بخصوصه؛ فذكر روايةَ عليٍّ هذا المرفوعةَ، وذكر من خالفه؛ ولم يذكر أبا إسحاق فيه وهو أبو حمزة الزيات .. ثم ذكر رواية سلمة بن كهيل عن مصعب بن سعد والاختلاف عنه وقفا ورفعا .. وفي الأخير رجح أن الحديث عن سعد -على اختلاف وجوهه التي روي بها- الصواب فيه الوقف.= فجعل هنا رواية علي بن هاشم مرجوحة.
فقوله في حديث أبي أمامة عن روايته:"وهو الصواب" لا يعني أن ما رواه هذا الراوي عن الأعمش بهذا الإسناد (= بزيادة أبي إسحاق وإسناده عن النبي (ص) (=رفعه)) هو الصّواب في حديث سعد. بل يعني هو الصّواب عن الأعمش.
لأن في كلامه-رحمه الله- عن حديث أبي أمامة؛ لم يتعرّض إلى ذكر الاختلاف في رفع الحديث ووقفه عن سعد، وإنما حكى فيه الاختلاف عن الأعمش فقط .. فنصب الخلاف بين وكيع الذي جعله من حديث أبي أمامة، و عليّ بن هاشم الذي جعله من حديث سعد .. ثم رجح حديث علي على حديث وكيع فقوله " وهو الصواب" = أي هو الصواب عن الأعمش لا ما رواه وكيع.
وهو رحمه الله مصيب في ترجيحه لما رواه عليٌّ هنا عن الأعمش على ما رواه وكيعٌ عنه، مع أن علياًّ لا يقارن بوكيع، فوكيع فوقه بكثير، لكن بالنظر إلى مجيئ الحديث من غير وجه عن سعد يُعلم أنه من حديثه و ليس من حديث أبي أمامة .. فالأعمش -على رواية عليّ- قد توبع في حديثه هذا عن سعد .. لكن على رواية وكيع ليس له متابع.
لكن لما جاء إلى حديث سعد رجح وقفه لأن الرفعاء الأثبات رووه عن سلمة بن كهيل عن مصعب عن سعد موقوفا، فلا تثبت أمامهم رواية الأعمش المرفوعة لمجيئها عن عليّ و حمزة .. مع اختلافهما عنه.
لذلك رأينا الدارقطني رحمه الله و غيره من الأئمة الذين تقدّموه استغربوا رواية الأعمش المرفوعة:
[قال البزار: وهذا الحديث يروى عن سعد من غير وجه موقوفا ولا نعلم أحدا أسنده إلا علي بن هاشم عن الأعمش عن أبي إسحاق بهذا الإسناد
وقال ابن عدي أيضا: وهذا الحديث عن الأعمش عن أبي إسحاق غريب لا أعلمه رواه عن الأعمش غير علي بن هاشم ولا عن علي غير داود.
وقال الدارقطني في الغرائب: ورواه أبو إسحاق السبيعي عن مصعب وهو غريب من حديثه عنه وغريب من حديث الأعمش عن أبي إسحاق تفرد به علي بن هاشم ولا نعلم حدث به غير داود بن رشيد.]
فهم استغربوه لأن أصحاب الأعمش المتثبتون عنه الضُّباط لحديثه،لم يرووه عنه، ولو رووه ما رووه إلا كما رواه أصحاب سلمة بن كهيل: سفيان الثوري و شعبة= موقوفا ..
لكن لما لم يجي إلاّ عن عليّ بن هاشم عن الأعمش، ولم يروه عن عليّ غير: داود؛ استغربوه من حديث الأعمش. ولكن -أيضا- مع غرابته- هو الصواب أمام الذي رواه وكيع عن الأعمش و قال فيه "حُدّثت عن أبي أمامة" فإنه أغرب منه بل هو خطأٌ.
و الله أعلم فإن أصبت فمن الله وحده وإن أخطأت فمن نفسي و من الشيطان وأستغفر الله.
ـ[السكران التميمي]ــــــــ[16 - عز وجلec-2010, مساء 05:02]ـ
- أشكرك أبا عبد الإله على هذه التلميحات التي من بين السطور وفقك الله ..
- لكن اعلم أخي الحبيب أن الأمر طرحٌ لما يظن أنه هو الصواب لا إلزام به وإجبار ..
- وهذا العلم بارك الله فيك مجردٌ من العواطف غفر الله لك .. فهو علمٌ هامٌ شريفٌ لا يقبل المهاودة أو المداهنة فيه ..
- وعلم العلل غفر الله لك ليس بهذه السهولة التي يجعل معها تبجيل شيخٍ أو إمامٍ أو عالمٍ حجر عثرةٍ في تقصي الحقيقة وإبرازها؛ بل هو علمٌ لا يتكلم فيه إلا من يحسنه ويتقنه؛ أو يبتعد عن هذا الفعل فليس هو بأهلٍ له، إنما هو من المتطفلين عليه.
وفي هذا الرابط ما أراه الصواب الصحيح بإذن الله تعالى بلا إلزامٍ ولا إجبار:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=71865
وما زلنا نحبكم جميعاً في الله تعالى .. وفق الله الجميع.
¥