قال عبد الله بن المبارك، ويزيد بن هارون، وعلي ابن المديني، وأحمد بن حنبل، والبخاري رحمة الله عليهم جميعا؛ قال هؤلاء الأئمة كلهم في بيان الطائفة المنصورة: (هم أصحاب الحديث) ([13] ( http://majles.alukah.net/#_ftn13)). بل عبارة الإمام أحمد، وقبله يزيد بن هارون: (إن لم يكونوا أصحاب الحديث فلا أدري من هم).

و لما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة) ([14] ( http://majles.alukah.net/#_ftn14))، وذكر أهل العلم أن أسعد الناس بهذا الحديث هم المحدثون!

قال ابن حبان بعد إخراجه هذا الحديث في صحيحه: (في هذا الخبر دليل على أن أولى الناس برسوله صلى الله عليه وسلم في القيامة أصحاب الحديث، إذ ليس من هذه الأمة قوم أكثر صلاة عليه صلى الله عليه وسلم منهم) ([15] ( http://majles.alukah.net/#_ftn15)).

ولله در القائل: دين النبي محمد أخبار نعم المطية للفتى الآثار

لا تخدعن عن الحديث وأهله فالرأي ليل والحديث نهار

ولربما غلط الفتى سبل الهدى والشمس بازغة لها أنوار ([16] ( http://majles.alukah.net/#_ftn16)

روى القاضي عياض ([17] ( http://majles.alukah.net/#_ftn17)) هذه الأبيات عن عبد الله بن المبارك:

ما لذتي إلا رواية مسند قد قيدت بفصاحة الألفاظِ

ومجالس فيها على سكينة ومذكرات معاشر الحفاظِ

نالوا الفضيلة والكرامة والنهى من ربهم برعاية وحفاظِ

علوم الحديث ثلاثة:

1. مصطلح الحديث

2. دراسة الأسانيد

3. علم العلل

و هي بالتسلسل, فلا يمكن للطالب ان يقدم على دراسة علم علل الحديث مع جهله لمعرفة الأسانيد ,فالنظر الى رجال السند و معرفة طبقاتهم و تراجمهم يسبق معرفة الخلل في مروياتهم و لا يمكن للطالب ان يقدم على دراسة الأسانيد وهو يجهل المصطلحات المبدئية التي يستخدمها الحفاظ و المحدثون في كلامهم عن الراوي او المروي , فدراسة مصطلح الحديث هي القاعدة الأولى التي لابد منها قبل النظر الى الأسانيد و الرواة

معنى كلمة المصطلح.

كلمة مصطلح مأخوذة من الصلح بمعنى ان أناسا إذا ما اتفقوا على شيء أي أقاموا الصلح فيما بينهم عليه فيتفقوا على عدم الإخلال به و مخالفته فسار ميثاقا عندهم وقد غاير بعضهم و بينه و بين علم الحديث فعلم الحديث اشمل واعم فمصطلح الحديث فرع من علم الحديث وقد يطلق عليه علم الحديث تجاوزا كما هو ظاهر في عناوين كتب صنفت في المصطلح فمصطلح الحديث هو العلم بالتعريفات العامة التي اتفق أهل الحديث على تحديدها في عمومها أما علم الحديث فهو أوسع و اعم فاذا أتينا الى أي كتاب في مصطلح الحديث و أخذنا نوعا من أنواعه لا نكاد نجد خلافا مع مصنف أخر الا في النزر اليسير فمصطلح الحديث اذا هو القواعد التي اتفق علماء الحديث على ضبط تعريفها و تحديدها عموما

علم الحديث

أفضل تعريفاته و أيسرها ما ذكره النووي في التقريب عن عزا لدين بن جماعة انه قال)) علم الحديث هو علم بقوانين يعرف بها أحوال السند و المتن ((وهو بهذا يشمل المصطلح و دراسة الأسانيد و معرفة العلل

إذا هو من علوم الآلة فلا يقصد لذاته انما وسيلة للتمييز بين الصحيح و غيره و هو خادم للعلوم كلها فإنما دخل الخلل على بعض أهل العلم في مؤلفاتهم عند استغنائهم عن علم الحديث او جهلهم له فالمخدوم دائما في حاجة الى الخادم و إذا استغنى عنه فسد أمره

و كان الزهري رحمه الله يقول كما في حلية الأولياء 365/ 3)) الحديث ذكر يحبه ذكور الرجال و يكرهه مؤنثوهم ((فالعبرة من كلام الزهري انه ينتفع به العقل الفحل و لو كانت أنثى و لا ينفع معه العقل الضعيف و لو كان ذكرا

الا انه فيه نوع من الجمود في مادته لهذا المداومة في طلبه عزيزة حتى قال شعيب بن حرب)) كنا نطلب الحديث أربعة آلاف فما أنجب منا الا أربعة ((ذكره الخطيب في الجامع فلنصبر و نصابر في طلبه لأنه من رحمة الله تعالى ربط صعوبة طلبه بلذة يجدها الطالب عندما تطول دراسته له قال الثوري ان فتنة الحديث اشد من فتنة الذهب و الفضة ذكره الخطيب في شرف أهل الحديث

وعلم الحديث ينقسم الى قسمين

· علم الحديث رواية هو مجرد رواية الحديث كقولهم حدثنا فلان عن فلان

· علم الحديث دراية هو البحث في السند و المتن من حيث القبول و الرد

¥

طور بواسطة نورين ميديا © 2015