تنبيه: قد يظن البعض ان علم الحديث رواية اختص بها أصحاب زمن التدوين أي زمن الزهري و مالك و طبقته و ان علم الحديث دراية اختص بها النقاد الذين أتوا في ما بعد كالإمام احمد و علي بن المديني و ابي زرعة و طبقتهم و هذا خطأ فعلم الحديث رواية و علم الحديث دراية وجدا في زمن واحد فكان الأولون قد اعتنوا برواية الحديث كما اعتنوا بدرايته بل كان ذالك في زمن الصحابة رضي الله عنهم فقد كانوا رواة للحديث و كانوا في نفس الوقت يسألون عن الراوي عمن أخذه وهكذا كان شعبة و غيره ايضا في الزمن الأول ويقبلون الحديث و يردونه على قواعدهم و حتى في زمننا هذا في دراسة الحديث ندرس المصطلح و كل ما يتعلق بقواعد الحديث ثم أو في نفس الوقت ندرس كتب الحديث رواية كالصحيحين و الأربعة و هكذا و الا فما الفائدة من دراستنا للمصطلح و دراسة الأسانيد و معرفة العلل ?
البيقوني صاحب المنظومة
هو الشيخ عمر ابن الشيخ محمد بن فتوح البيقوني نسبة الى بيقون قيل أنها من قرى أذربيجان الدمشقي الشافعي المتوفي في 1080هج الموافق ل 1669م و لا اثر على تاريخ ولادته هذا على الصحيح الذي جزم به الشيخ عطية الأجهوري (ت:1190هـ) حيث قال في حاشيته على شرح الزرقاني على البيقونية ص (6) ما نصه: (وجد بهامش نسخة عليها خط الناظم ما نصه: [واسمه الشيخ عمر ابن الشيخ محمد بن فتوح الدمشقي الشافعي).
ففي عموم كلام من شرحوا هذه المنظومة عرجوا على ترجمة صاحبها بأنها مبهمة و لم يقفوا على تفاصيل ترجمته فاختلفوا في اسمه اهو طه ام عمر و لم يقفوا على أسماء شيوخه و لا تلامذته وهذه عادة جنح إليها بعض أهل العلم في نوع من المبالغة في الإخلاص على غرار ابن الاجروم صاحب الاجرومية في النحو فبرغم شهرتها الا انه لا يعرفه احد فعلى العموم اشتهر البيقوني بمنظومته واشتهرت منظومته باسمه و تداولها الطلبة بالحفظ و الفهم و أهل العلم بالشرح و العناية
معنى المنظومة
الكلام عند العرب إما ان يكون نظما او نثرا فالنظم ان كان الكلام شعرا و النثر ان كان كلاما عاديا الذي يتداوله الناس فيما بينهم و كلاهما يسمى متنا و هذا المتن الذي نحن بصدد شرحه ألفه صاحبه علي طريقة النظم أي الشعر وهي من بحر الرجز ووزنه
مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ
وهو بحر كثيرة أوزانه، متعددة ضروبه وهو عَذب الوزن؛ إذ هو من البحور ذات التفعيلة الواحدة، مكررُها كما أن في كثرة زحافاته مجالاً لإرادة التصرف في الكلام، وسعةً في إقامة الجمل وهذا من غير شكّ تارك للناظم الفرصة واسعة في النَّظْم والتصرف في التعبير بحسب متطلبات المعنى، ولَمَّا كان النظم في المتون العلمية في مسيس الحاجة لهكذا سعة في الجوازات, فلا نطيل الكلام في جزئياته فسنذكر بعض مسائله عند الحاجة في الشرح ففي مقامه تتضح معالمه ان شاء الله
شروح البيقونية
للبيقونية شروح عدة منها المخطوط والمطبوع و المسموع و أفضلها على ما قرأته من المطبوع و الله اعلم شرح النبهاني و حاشية الأجهوري على شرح الزرقاني
و لهذه المنظومة مميزات منها سهولة العبارة و قلة الأبيات مما يسهل على الطالب حفظها واحتوائها الكثير من انواع علوم الحديث و كما قيل من حفظ المتون فقد جمع الفنون
نكتفي بهذا القدر انما أردت من هذه المقدمات تهيئة النفوس قبل البدء في شرح هذه المنظومة فاطلب من الطلبة استحضار نفسيا لهذه المبادئ و الآداب مع كل شرح حتى تعم الفائدة كما كان سلفنا علم عمل دعوة نسأل الله العلي القدير رب العرش المجيد بأسمائه الحسنى و صفاته العلى ان ينفعنا بما تلقينا و يرزقنا الاستقامة على أمره و الدعوة الى دينه على نهج نبيه أينما كنا انه اكرم الأكرمين
بداية الشرح ستكون الأحد القادم ان شاء الله تعالى بعد العصر بتوقيت مكة المكرمة
[/ URL]([1]) تدريب الراوي للسيوطي 1/ 53 دار الكتب العلمية الطبعة الثانية 1979
( http://majles.alukah.net/#_ftnref1)([2]) الرسالة المستطرفة للكتاني ص 21 -
([3]) انظر: شرف أصحاب الحديث، للخطيب، الطبعة الأولى، نشر دار إحياء السنة النبوية (رقم 1570).
( http://majles.alukah.net/#_ftnref3)([4]) جامع بيان العلم لابن عبد البر (رقم 853).
([5]) جامع بيان العلم لابن عبد البر (رقم 1274).
( http://majles.alukah.net/#_ftnref5)([6]) الجامع للخطيب (رقم 1872).
([7]) المصدر السابق (رقم 1872).
( http://majles.alukah.net/#_ftnref7)([8]) المصدر السابق (رقم 1873).
([9]) المصدر السابق (رقم 1899)، بتصرف يسير.
( http://majles.alukah.net/#_ftnref9)([10]) المصدر السابق (رقم 885).
([11]) المدخل إلى السنن للبيهقي (رقم 1493)، ولابن معين عبارة نحوها في الجامع للخطيب (رقم 1494).
( http://majles.alukah.net/#_ftnref11)([12]) من ملتقى أهل الحديث مع الدكتور المليباري التي بدأت في ديسمبر 2002م و انتهت في يونيو 2003م
([13]) الجامع للخطيب (رقم 46 – 51).
( http://majles.alukah.net/#_ftnref13)([14]) أخرجه الترمذي وحسنه (رقم 484)، وابن حبان في صحيحه (رقم 911)؛ وحسنه وصححه غير ما واحد من الأئمة، كما في تخريج الإحسان، والمعجم الكبير للطبراني (10/ 21 رقم 9800)
([15]) الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان (رقم 911)
( http://majles.alukah.net/#_ftnref15)([16]) شرف أصحاب الحديث للخطيب (رقم 163).
[ URL="http://majles.alukah.net/#_ftnref17"]([17]) الإلماع إلى معرفة أصول الرواية وتقييد السماع ص 41، 42
¥