لحلوله في الإسكندرية، فأخذ له السرقسطي إجازات ابن عتاب وأبي بحر وابن طريف ونظرائهم بقرطبة، وابن أبي تليد وابن جحدر بشاطبة، وخليص ببلنسية. وتمكنت الصلة بين السلفي والأندلسيين، وزادها الراحلون قوة واستمراراً، حتى يمكن أن نعده أستاذاً لعشرات منهم. ولا يمثل المذكورون إلا نسبة ضئيلة ممن رووا عن السلفي وحدثوا عنه أو نالوا إجازته، ومن شاء أن يستكمل صورة العلاقة بين السلفي والأندلسيين فعليه أن يراجع كتاب التكملة لابن الأبار، وصلة الصلة لابن الزبير، والذيل والتكملة لعبد الملك المراكشي.
ومن الأحداث النموذجية التي تتصل بالإجازات، ما قام به السلفي نفسه حين أرسل إلى الزمخشري رسالة يطلب إليه فيها أن يجيزه، ويقول: " إن رأى الشيخ الأجل العالم العلامة؟ أدام الله توفيقه؟ أن يجيز جميع سماعاته وإجازاته ورواياته وما ألفه في فنون العلم وأنشأه من المقامات والرسائل والشعر لأحمد بن محمد بن أحمد السلفي الاصبهاني، ويذكر مولده ونسبه إلى أعلى أب يعرفه، ويثبت كل ذلك بخطه تحت الاستدعاء، مضافاً إليه ذكر ما صنفه وذكر شيوخه الذين أخذ عنهم، وما سمع عليهم من أمهات المهمات، حديثاً كان أو لغة أو نحواً أو بيتاً، فعل مثاباً. وإن تمم إنعامه بإثبات أبيات قصار ومقطوعات في الحكم والأمثال والزهد وغير ذلك من نظمه ومما أنشده شيوخه من قبلهم أو كم قبل شيوخهم بعد تسمية كل منهم، وإضافة شعره إليه، والشرط في كل هذا أن يكون بالإسناد المتصل إلى قائله، كان له الفضل.. ".
وقد رد الزمخشري بما يفيد أنه زهد في الدنيا ونقل كتبه إلى مشهد أبي حنيفة ولم يبق له إلا كتاب الله يطالعه ولاذ بحرم الله المعظم.