والعمل للإسلام الحق يتطلب من طلائع الوعي الإسلامية حركة فعالة متزنة تتسم بطول الصبر وسعة الصدر وعدم استعجال النتائج والتخطيط للأمد البعيد بفكر عميق مستفيد من تجارب الماضي وعظاته، لتقف بقوة وثبات بعيدين عن الثورات الانفعالية الآنية في المواجهة المضادة لأعمال الغزو وفي البناء الإيجابي الفعال للفكر الإسلامية وللأمة المسلمة الصحيحة.
ولهذه الحركة الإسلامية أن تستفيد من خطة العمل التالي:
1- ينطلق العمل الإسلامي بالاعتماد على عنصرين رئيسين من عناصر العمل الفعالة المنتجة بهدوء واتزان ودأب:
العنصر الأول: مثقفون ثقافة إسلامية واعية متسمة بعمق التفكير وسعة الأفق ورحابة الصدر وقوة الحجة والفاعلية الدائبة.
العنصر الثاني: جمهور من الملتزمين بالإسلام عقيدة وعملاً، الغيورين عليه، المتحمسين للاضطلاع بمسؤولياتهم نحوه، أياً كانت مجالات عملهم في اكتساب الرزق، مع زاد مناسب من الثقافة الإسلامية.
2- منهاج العمل:
لإعداد عنصري العمل السابقين يمكن رسم بعض الخطوات الرئيسة دون الدخول في التفاصيل.
الخطوة الأولى: الانطلاق إلى العمل، وتتم هذه الخطوة بإحدى وسيلتين:
أ- إما باندفاع نواة أولى صالحة للاستقطاب، مزودة بكفاءة طيبة للعمل ومعرفة إسلامية واسعة وأخلاق قيادية حكيمة.
ب- وإما بتجميع نخبة ممتازة من الباحثين الإسلاميين، ليصدر عنهم مجتمعين الانطلاق إلى العمل، مع التخفيف من مشكلات القيادات الجماعية ما أمكن.