ولم يقل القرآن: وإما استرقاقاً، ليدل على أن الاسترقاق غير مرغوب فيه، وإنما قد تدعو الحاجة إليه، بمقتضى قواعد المعاملة بالمثل، وليدل على أن من صلاحيات القيادة الإسلامية أن تتفق مع محاربيها على أن يكون التعامل فيما بينهم على إيقاف نظام الاسترقاق، والاكتفاء بالمن (أي: بإطلاق الأسرى دون مقابل) ، أو بالفداء (أي: بافتداء أسرى بأسرى، أو افتداء أسرى بمال) .
وإذا كان أصحاب السؤال يجهلون أو يتجاهلون أن نظام الرقيق والعبيد من الأنظمة لدى أهل الكتاب جميعاً ومنهم النصارى، فإنني أحيلهم على النص الذي أوردته فيما سبق من الإصحاح العشرين في سفر التثنية، وليقارنوا بين قول الله تعالى في القرآن:
{إِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً....} .
وبين ما جاء في سفر التثنية حول محاربة أهل المدن:
"فإن أجابتك إلى الصلح وفتحت لك فكل الشعب الموجود فيها يكون لك التسخير ويستعبد لك.
وإن لم تسالمك بل عملت معك حرباً فحاصرها، وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف".
إلى آخر ما جاء في النص مما هو أشد وأقسى.
وأقول لهم أيضاً: ألم يكن لداود عبيد يطيعونه، ويخضعون له؟! ألم يكن لسليمان عبيد يطيعونه ويخضعون له؟! ألم يكن لأيوب عبيد يطيعونه ويخضعون له؟!
إذا كانوا يجهلون ذلك، فإني أعرض عليهم مقاطع من كتابهم المقدس:
(1) جاء في الإصحاح الثاني عشر من "صموئيل الثاني" ما يلي في معرض بيان حزن داود من أجل مرض الولد الذي حملت به منه امرأة