تنفعك شفاعةٌ من أحدٍ، ونحن لك مبلِّغون وناصحون، لا نكرهك ولا نجبرك، فإنْ منعك مُكْرِهِين فباستطاعتك أن تؤمن مستخفياً، حتى إذا سنحت لك الفرصة أعلنت إيمانك، والتحقت بجماعة المسلمين وضممتَ قُوَّتَك إلى قوتهم.

ولسنا نقول للنصارى: إنَّ من حقّه أن لا تمنعوه ولا تكرهوه على البقاء في النصرانية بمقتضى مبدأ الحرِّيَّة.

ولكن نقول لهم: أنتم جميعاً يجب عليكم أن تؤمنوا بدين الله الحقّ، وبجميع أنبياء الله ورُسُله، فإنْ أبيتم عرَّضتم أنفسكم، وأهليكم، وأتباعكم، لعقاب الله الشديد يوم الدين.

ونقول لهم جميعاً: نحن مستعدّون أن نقدِّم لكم الحجج والبراهين العقلية والعلمية لإقناعكم إنْ شئتم. ولكم أن تقولوا ما تشاؤون حول أصول دينكم ومبادئكم، ونحن مستعدّون لمناظرتكم حولها، على مستوى أرضيَّة فكريَّة عقليَّة علميَّة مشتركة بيننا وبينكم، فمن لزمته الحجّة وقام عليه البرهان الحقّ منّا فعليه أن يعلن اعترافه به، ونقول لكم كما علَّمنا القرآن المجيد في سورة (سبأ/34 مصحف/58 نزول) :

{وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ}

فالسؤال الثاني كما ورد في أسئلة تنظيم "الآباء البيض" لا يكون على الطريقة التي ساقوها، إلاَّ إذا اعتبر موجهو السؤال أنَّ الدّين قضيَّة جماعات بشريَّة ذات انتماءات إنسانيَّة، لا قضيَّةٌ ربّانيَّة يُطالب الناس جميعاً بها، فطرح السؤال طرحٌ قائمٌ على فكرة خاطئة غير صحيحة أصلاً، فنحن لا نقول للنصارى: إنَّ من حقّ النصراني عليكم ألاَّ تعترضوا حرِّيته في اختيار تغيير دينه.

إنَّ قضيَّة الدين ليست قضيَّة مساومات سياسية أو اقتصادية، حتى يكون التعامل فيها بالمثل.

إنَّ الدين حقُّ الله على عباده جميعاً، وليس حقّ المسلمين حتّى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015