ارتَدَّ عنه، فإننا نقول له: من المعروف المقرر عند كل القانونيّين أنَّ الجهل بالقانون العامّ لا يعفي الفرد من المسؤولية إذا هو خالف أحكامه.

* * *

السؤال الثاني:

"المسلمون يعتبرون من الطبيعي جداً أن يعترف النصارى بحقّ إخوتهم في العقيدة في اعتناق الإسلام.... ألاَ يمكن للمسلمين الراغبين في دخول النصرانية من التمتّع بالحقّ نفسه، إقراراً للحرِّيَّة التي منحها الله للإنسان؟ ".

الجواب:

جاء في جواب السؤال الأول ما يتعلَّق بالردَّة عن الإسلام فلا داعي لإعادته هنا.

وأقول هنا: إنَّ ما ورد في السؤال ليس هو ما يُناظر به المسلمون النصارى، فهم لا يقولون: إنّ من حقِّ النصرانيّ أن يعتنق الإسلام وينضم إلى المسلمين، باعتبارهم حزباً، أو جماعة من الناس.

ولكن الدّعاة المسلمين يقولون لكل إنسان: إننا نبلِّغك أنَّك مخلوق لله ربّ العالمين، ربّ السماوات والأرض، وأنَّ من الواجب عليك أن تؤمن به ربَّاً واحداً لا شريك له، وتعبدَهُ وحده، ولا تشرك بعبادته أحداً، وتؤمن بكلّ ما جاء من عند الله، وبكلّ رُسُل الله وأنبيائه، دون تفريق، وأن يكون إيمانك على وفق الحق الذي جاء من عند الله، والذي لم يتعرَّض لتحريفٍ أو تبديلٍ أو تغيير، وأنَّ من الواجب عليك أن تعمل بمقتضى آخِر دين مُنزَّل من عند الله، مؤيّد بالحجج والبراهين، ومقترن بالمعجزة التي تُثْبت صدق الرسول الذي بلَّغه عن ربِّه، فإن لم تؤمن ورفضت هذا الدين الخاتم عرَّضت نفسك لعذاب الله في نار جهنَّم يوم الدين خالداً مخلَّداً فيها أبداً، ولا ينفعك يومئذٍ حزبٌ ولا جماعة، ولا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015