أنَّه مسؤول عن الالتزام التام بقوانين هذه الدولة وأنظمتها قبل أن يتمّ العقد معه على منحه جنسيَّتها، ومن هذه الأنظمة معاقبتها بعقوبتها إذا فعل ما يقتضي عقابه، ولو كانت العقوبة القصوى.
فطلب الجنسية من قِبَل الفرد، ومنْحُها له من قِبَلِ الدولة، عقْدٌ بين طرفين يشتمل على منافع وتبعات، ومن تبعات اكتساب الجنسية تطبيق أنظمتها، ودفع الضرائب كسائر نظرائه، والجندية الإجبارية عند وجودها، وقبول قانون العقوبات التي لديها، حتّى ما يجدّ من قوانينها في المستقبل، وإذا خان الدولة خيانة عظمى، فتعامل مع أعدائها حُكم عليه بالعقوبة القصوى.
ومن الأمور التي يُبايع عليها من يرغب أن يدخل في الإسلام أنَّه إذا ارتدَّ عنه، عرَّض نفسه للقتل.
إذن فليفكِّرْ بأناة وبكامل حرّيته قبل أن يسلم وينخرط في جماعة المسلمين، ويلتحق بالدولة الإسلامية، فمن وافق وهو بكامل حرّيته وعقله وإدراكه على أن ينتمي إلى الإسلام، فقد التزم وهو حرّ حريةً تامَّة أن يكون مُعاقباً بالقتل إذا ارتدَّ عنه.
فلا تعارضَ إذن بوجه من الوجوه بين حرِّيَّة التفكير والاعتقاد وبين هذا، والسؤال مطروح بجهل، أو بمغالطة للتلبيس وخلط المفاهيم.
فالعقاب على الردَّة ليس هو في الحقيقة إكراهاً على الدين، ولكنَّه حمايةٌ للأمَّة الإسلامية من المتلاعبين ذوي الحيل الذين يدخلون في الإسلام بحريَّة، ويخرجون منه بحريَّة، وهم أعداءٌ للإسلام والمسلمين، يمكرون بهما، ويكيدونهما، ويتَّخذون الوسائل المختلفة للتلاعب بالإسلام، وتمزيق وحدة المسلمين وإضعافهم، والتسلُّط عليهم، والاستيلاء على ثرواتهم وخيراتهم، وحربهم من داخل صفوفهم، متذرِّعين بشعار الحرِّيَّة.
ومن ادَّعى أنَّه كان يجهل عند دخوله في الإسلام أنَّ عقابه القتل إذا