ما يزيلها أو يدفعها، إذ الأسئلة تدور حول التسليم بمبدأي الحرِّيَّة والمساواة، على أنَّهما من المبادئ الكليَّة العامَّة، وقد سبق بيان ما في هذين المبدأين من باطل ومغالطات، ومعلوم في أصول الفكر المتفق عليها لدى ذوي العقول جميعاً أنَّ ما بُنِيَ على فاسد فهو فاسد، وما بني على باطل فهو باطل، وما بُني على غير أساس فهو منهار.
ولست في أجوبتي بحاجة إلى أن أقف موقف المدافع عن الإسلام وأحكامه، فالإسلام الحقُّ، وهو من عند الله ربّ العالمين، ولكنَّني أقف موقف الناصح الذي يَعْرض الحقّ ويبيِّنه لأولي الألباب، ولأولي الأفكار المنصفة، فمن شأن الحقّ أنَّه إذا جاء بنوره الساطع زهق الباطل، إنَّ الباطل كان زهوقاً.
وإنَّني أُقّدِّمُ الأجوبة من منظار الحقّ، ليكون بياني حجّةً عند الله يوم الدين على واضعي الأسئلة، والمتأثرين بهم، وحجَّةً لناشدي الحقّ وطالبيه، الذين قد تؤثر في أفكارهم ونفوسهم التشكيكات والشُّبُهات والمغالطات، وحجَّةً ينتفع منها أنصار الإسلام، والدعاة إليه، والمدافعون عن شرائعه وأحكامه.
* * *