فالإسلام يقوم في الحقوق على مبدأ العدل، لا على مبدأ المساواة، وفي بيان الواقع يقوم على ما هو الحقّ في واقع المحال، لا على التسوية مطلقاً، ولو كان الواقع متفاضلاً. فلا يمكن أن يساوي الناقص الكامل، ولا أن يستوي الحقّ والباطل، ولا العالم والجاهل، ولا يمكن أن يتساوى الذهب والقصدير، ولا المسك والجير، ولا الظلمات والنور، ولا الظلُّ ولا الحرور، ولا الطيِّب والخبيث، ولا الأحياء ولا الأموات، ولا الذين آمنوا وعملوا الصالحات، والَّذين كَفروا وعملوا السيئات.
والعدل: هو إعطاء كلّ ذي حقٍّ بمقدار حقه.
أما المساواة: فقد تقتضي إعطاء ذي الحقّ أكثر من حقه، وإنقاص ذي الحق عن حقِّه، وهذا جور وظلم ومخالفة لمبدأ العدل.
* * *
(5)
شعارا الحرِّيَّة والمساواة صناعة يهودية
(1) لقد ثبت أنَّ الحرِّيَّة والمساواة من شعارات الماسونية، وهي منظمة ذات قيادة يهودية.
وقد عرَّف المستشرق الهولندي "دوزي" الماسونية بتعريف موجز، فقال فيه:
"جمهور كبير من مذاهب مختلفة يعملون لغاية واحدة: هي إعادة الهيكل، إذْ هو رمز دولة إسرائيل".
(2) وثبت أنَّ الثورة الفرنسية المشهورة، قد كان اليهود هم المخطِّطين والمدبرين لها، وكان شعارها المثلث "الحرِّيَّة - المساواة - الإخاء".