أمثلة:

(1) الناس متساوون في كونهم مخلوقين لله عزَّ وجلَّ، ومتساوون في عبوديتهم له، فهم متساوون بين يديه من هذه الجهة.

(2) والناس متساوون في حق الحياة إلاَّ إذا كان منهم ما يقتضي إهدار دمائهم، أو إنْزال قيمتها بكفر أو ظلم أو عدوان.

(3) والخصمان في مجلس القضاء لهما من رعاية القضاء حقّانِ متساويان، فينبغي التسوية بينهما في مجلس القضاء.

(4) والأصل تساوي الناس في حق العمل والكسب والتعلُّم والسَّبْق لاغتنام خيرات الدنيا والآخرة.

فالعدل يقضي بإتاحة الفرص لهم جميعاً بنسبة متساوية، ثمَّ يكون لكلِّ فردٍ بحسب ما يقدّم من عملٍ أو جَهْد أو أيّ كسْب إرادي، أو سَبْق في علمٍ أو خلُق أو رأيٍ أو إخلاصٍ أو غير ذلك ممّا له قيمةٌ تُقدَّرُ.

(5) والناس متساوون في إنسانيَّتِهم، باعتبار الأصل، إذْ كلُّهم أولادُ آدم، وكلُّهم من تراب، وكلُّهم مخلوقون لله عزَّ وجلَّ وهم عباده.

فالعدل يقضي بعدم تفضيل عرقٍ على عرق، أو قومٍ على قوم، أو أهل لون على أهل لونٍ آخر، أو أهل لسانٍ على أهل لسانٍ آخر، من أجل أعراقهم، أو أقوامهم، أو ألوانهم، أو ألسنتهم.

(6) وهكذا كلّ قضيَّة يكون الحقّ فيها متساوياً بين فريقين، فقاعدة العدل توجب التسوية بينهما.

وكلُّ تفاضُل على غير أساسٍ من الحقِّ والواقع في مفاهيم الناس، فهو ظلم اجتماعي، كمفاهيم التفاضل الطبقي الذي يزعم الطبقيُّون أنَّه يُورَث، وكمفاهيم التفاضل على أساس العرق، أو اللَّون، أو اللِّسان.

أمّا إذا كان الواقع متفاضلاً فالعدل يوجب التفضيل، كالذكاء والجماء والقوَّة وحسن الخُلُق الفطري أو المكتسب، وغير ذلك ممّا لا حصر له.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015