هل الذكي والغبيّ متساويان؟
هل القويّ والضعيف متساويان؟
وهكذا نجد التفاضل في كل الأجناس والأنواع والأصناف والأفراد، نجد التفاضل في الشجر، وفي الثمر، وبين أنواع الأحياء، وبين كلِّ فردٍ وفردٍ آخر من كلِّ نوع، وأفراد الناس هم فيما بينهم متفاضلون، والرجال مفضلون بخصائص لوظائفهم الاجتماعية على النساء، والنساء مفضّلات بخصائص أخرى لوظائفهنَّ الاجتماعية على الرجال، وبين الرجال تفاضل، وبين النساء تفاضُل.
فهل يصحّ عقلاً أن ندَّعي التساوي بين الأجناس والأنواع والأصناف والأفراد، وهي في الواقع متفاضلة؟
إننا بذلك نكذب على الواقع، ونجانب الحقَّ.
وهل يصحّ عقلاً أن نسوّي بينها في الأحكام مع تفاضلها في الصفات؟!
إننا بذلك نجانب مبدأ العدل ونصادمه، ونقيم أحكامنا على الظلم.
وقد دلَّت نصوص القرآن المجيد على التفاضل في الخلق بين الأشياء، ويتبع هذا التفاضلَ التَّخَالُفُ في الأحكام، وعَدَمُ جَوازِ التسوية بين المتفاضلات.
(1) ففي تفضيل الثمرات والزروع بعضها على بعض في الأُكُل، قال الله عزَّ وجلَّ في سورة (الرعد/13 مصحف/96 نزول) :
{وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} .
(2) وفي تَفْضيل بعض النَّاس على فيما يُصِيبُون من عطاء الله، ليَبْتَلِيَهُمْ (أي: ليمتحنهم) فيه، قال الله عزَّ وجلَّ في سورة (الإسراء/17 مصحف/50 نزول) :