{كُلّاً نُمِدُّ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً * انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً} .

(

3) ونَهَى الله عزَّ وجلَّ المؤمنين والمؤمنات عن تمنّي ما فَضَّلَ به بعضَ النَّاس على بعض، فخَاطبهم في القرآن بقوله تعالى في سورة (النساء/4 مصحف/92 نزول) :

{وَلا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً} .

(4) وبيَّنَ اللهُ عزَّ وجلَّ حكمته في جعل الرجال قوّامين على النساء، ومنها أنَّه فضَّل في خصائص التكوين صنفَ الرِّجال على صنف النساء، بالصفات التي تؤهلهم للقيام بوظائف اجتماعيَّة غير الوظائف الاجتماعية التي يقوم بها النساء، ومن هذه الوظائف القوامة في دائرة الأسرة، فقال الله تبارك وتعالى في سورة (النساء/4 مصحف/92 نزول) :

{الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ....} .

(5) وبيَّن الله عزَّ وجلَّ أنَّه فضَّل بعض الناس على بعضٍ في الرزق ليبلُوَهم فيما آتاهم، فقال تعالى في سورة (النحل/16 مصحف/70 نزول) :

{وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ....} .

وهذا التفضيل من الأمور المشاهدة في واقع الناس، ولم يستطع أيُّ نظامٍ اشتراكيٍّ أو شيوعيّ أو غيرهما إقامة التسوية بين الناس في الرزق.

(6) حتَّى الأنبياء والرُّسُل قد فضَّل الله بعضهم على بعضٍ في عطاياه وما وَهَبَ كلاًّ منهم، فقال تعالى في سورة (الإسراء/17 مصحف/50 نزول) :

{وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُدَ زَبُوراً} .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015