(4)
المساواة في مفهومنا الإسلامي
وأنقل هنا أيضاً ما كتبته في كتابي "كواشف زيوف في المذاهب الفكرية المعاصرة" عن المساواة:
المساواة من الشعارات التي دبَّرها المكر اليهودي، وجعلتها الماسونية ضمن شعارها المثلث "الحرِّيَّة - المساواة - الإخاء" وقامت على أساسه الثورة الفرنسيَّة التي دبَّرها المكر اليهودي واستغلَّها.
والغرض من هذا الشعار تضليل الناس وفتنتهم، لتقوم الصراعات بين الأفراد، وبين الطبقات، مطالبين بتحقيق المساواة المنافية والمصادمة لقانون العدل.
واندفعت الجماهير مفتونة بشعار المساواة، ومخدوعة بالمساحة القليلة المقبولة منها، ولكنَّ اللُّعبة المضلّلة زحفت بالمساواة زحفاً تعميميّاً باطلاً، وناشراً لفساد عريض.
وقامت فتنٌ عامَّة تطالب بتحقيق المساواة، ونجم عن ذلك خَلْخَلَةٌ في نظام الحياة، وإفساد للمجتمع البشري.
وزحف هذا الشعار إلى أدمغة مفكِّرين وعلماء وكُتَّاب، فجعلوه في مقولاتهم أحد المبادئ الإنسانيَّة الصحيحة، وأحد المبادئ الإسلامية المجيدة، غفلةً منهم، وانسياقاً مع بريق الشعارات التي روَّجتها وسائل الإعلام الشيطانية المضلّلة.
وتحت هذا الشعار الخادع البرّاق أخذ الجاهلون يطالبون بمساواة العلماء، والضعفاء يطالبون بمساواة الأقوياء، والكسالى يطالبون بمساواة العاملين المجدّين، والمنحرفون يطالبون بمساواة ذوي الاستقامة، والنساء يطالبْنَ بمساواة الرِّجال في كل شيء، والفاشلون يطالبون بمساواة الناجحين، واضطرب الحياة، وقامت الثورات، واستثمرها اليهود لمصالحهم.