يؤمن بكتب الله المنزَّلة التي فيها بيان الدين الذي اصطفاه الله للناس، وأن يؤمن برسُل الله المبلِّغين عن الله رسالاته للناس، وأن يؤمن بسائر النبيين الذين اصطفاهم الله بوحيه، وأن يؤمن بملائكته، وأن يؤمن بقضاء الله وقدره خيره وشرّه، ثم يعبد الله في حياته لا يشرك بعبادته أحداً، وأن تكون عبادته على وفق صراط الله المستقيم المبيّن في آخر رسالاته للناس وآخر تنزيل من لدنه، بلَّغه آخر رسولٍ لاحق، حتى خاتم الأنبياء والمرسلين.

وتكون درجة الممتحن المكلَّف عند الله بحسب قوَّة إيمانه ويقينه بالله، وبما صحَّ وثبت عنه، وبحسب مقدار الأعمال الصالحات المرضيات لله، من أعمال ظاهرة، وأعمال باطنة.

أمَّا درجات الجنّات يوم الدين فهي متفاضلات على مقادير تفاضل الناس في الإيمان والعمل الصالح.

وقد أمر الله عزَّ وجلَّ بمستوى من الإيمان، وبمقدار من العمل الصالح، تكليفاً وإلزاماً.

وأمر بمستوياتٍ أسمى من الإيمان وبمقادير أكثر وأحسن من الأعمال الصالحات، ترغيباً وندباً.

ونهى الله عزَّ وجلَّ عن الكفر به كلّياً وعن الإشراك به، نهياً من الدرجة القصوى، فمن كفر بالله ولو بالإشراك به في ربوبيَّته أو إلهيّته، ومات على ذلك لم يغفر الله له:

{إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}

ومن عصى الله من دون الإشراك به، في أوامره ونواهيه، الإلزاميَّة الجازمة، استحقَّ من عقاب الله بالعدل، على مقدار معاصيه، فجزاء كلّ سيِّئة بمثلها.

وعقوبة الإشراك بالله وسائر دركات الكفر التي هي أشدّ من الشرك الخلُود الأبديُّ في عذاب النار يوم الدين، وهذا من العدل، لأن الكافر لو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015