(3)

(3) الفقر الذي تعاني منه المؤسسات والحركات الإسلامية

بينما تتلقى المؤسسات التبشيرية في العالم المساعدات الضخمة من مختلف الدول الاستعمارية، وتجد لديها كل سند مادي وأدبي وسياسي وعسكري، الأمر الذي يمكن هذه المؤسسات من متابعة جهودها التبشيرية داخل معظم البلاد الإسلامية، إذ يتجمع لديها رصيد عظيم من الأموال والخبرات وجنود العمل، ورصيد آخر سياسي وعسكري يشد أزرها، ويضاعف وزرها.

وبينما يتلقى كثير من المستشرقين الذين يحملون في الظاهر رسالة البحث العلمي البريء، ويحملون في الباطن رسالتي التبشير والاستعمار معاً، ما يحتاجون إليه من مساعدات مادية وعلمية وأدبية وسياسية وعسكرية.

نجد المؤسسات الإسلامية التي تحاول أن تقف في صف الدفاع عن الإسلام والمسلمين، والدعوة الصادقة إلى صراط الله، كما نجد الباحثين الإسلاميين الذين نذروا حياتهم لنشر الإسلام والدفاع عنه وعن الأمة الإسلامية الكبرى، في حالة يرثى لها من معاناة الفقر المدقع، والحرمان الشديد، وحجب الخبرات الفنية، والمعلومات الضرورية عنهم.

يضاف إلى ذلك تسديد الأهداف إلى الفريقين بغية قصم ظهورهما، أو تحويلهما عن طريقهما، أو إفساد عناصرهما، أو وضع العقبات الكثيرة في طريقهما، لإيقاف نشاطهما أو عرقلة أعمالها.

وتضطر المؤسسات الإسلامية في كثير من الأحيان أن تقف موقف المستجدي من أيدي المحسنين المسلمين، التي ترشح عليها بالعطاءات الشحيحة لدعم مشاريعها.

ويضطر الباحثون الإسلاميون أن يجمدوا أقلامهم حينما تقف في وجوههم عقبات النشر، أو تضطرهم ضروروات العيش إلى قتل أوقاتهم في أعمال الكسب التي تحجبهم عن التفكير الحر والإنتاج الرفيع.

ولو كانت المؤسسات الإسلامية على تفاوت إمكانيات عناصر العمل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015