على مثل هذه الخطة نجد أعداء الإسلام يدبرون للمسلمين ولقياداتهم مكايد سياسية، يوقعونهم بها في شباك لم يكونوا يحسبون له حساباً.

ومن أمثلة هذه المكيدة أن يضعوا المسلمين في أزمة تهزهم هزاً عنيفاً، حتى تضيق صدورهم، ويشتد الخناق عليهم، وينتظروا يوم الخلاص بفارغ الصبر، ويصبحوا مستعدين للتورط في أمر لم يعدوا له عدته، ثم يقذفون شرارة المكر على هشيم متراكم يكاد يلتهب ولو لم تمسسه نار، مع بوارق أمل يهيئون جو المسلمين العام إلى التفاؤل به، في حين أنهم قد أعدوا جنودهم القابعين في كمين أو أكثر، مشحونين بالحقد والجنون اللازم للنكاية بالجماهير المسلمة، التي سيطرت عليها حالة الانفعال والتأثر الشديدين، ويقنعون جنودهم وأجراءهم بأنهم تحت خطر القضاء عليهم من قبل جماهير المسلمين، فما عليهم إلا أن يبطشوا بطشاً مسرفاً لا هوادة فيه، دفاعاً عن أنفسهم.

وفي خضم هذا المتلاطم الانفعالي النفسي بين صفوف المسلمين الذين لم يحسبوا حساباً لمعركة فعلية، تنطلق صيحات ألم شديد من حناجر الجماهير المسلمة، تطالب بحقها في الحياة، فيندفع إليهم أجراء أعداء الإسلام بأسلحتهم الحديثة، وحقدهم الكبير على الجماهير المسلمة، التي لا تحمل أي لون من ألوان الأسلحة المادية، كأنهم قادمون إلى معركة حربية دامية، فيها مختلف آلات الحرب الحديثة، ويمعنون بالمسلمين العزل إرهاباً وتعذيباً وتقتيلاً.

ويمن الأعداء الغزاة على أجرائهم إذ دلوهم على مكامن الخطر، وبهذه الطريقة الماكرة المقنعة التي يدبرها الغزاة يجعلون جماهير المسلمين يفضلون الحكم المباشر من قبل دولة العدو، على حكم أجرائه وعبيده، الذين هم من جلدة الأمة، ولكنهم يتنكرون لها ولمبادئها ولقيمها ولأبطالها الذين كان لهم الفضل الأكبر في تحرير البلاد.

والمسلمون المنتشرون في مشارق الأرض ومغاربها مدعوون إلى اليقظة التامة، لما يحاك ضدهم من مكايد ودسائس، وإلى العمل على إفساد خطط العدو الرامية إلى اجتثات دينهم والخلاص منهم وجعلهم أجراء مسيرين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015