(دَعَاني منملامكما دَعَاني ... فداعي الشوق قبلكما دَعَاني)
السجع تواطؤ الفاصلتين من النثر على حرف وَاحِد فَهُوَ فِي النثر كالقافية فِي الشّعْر فَإِن اخْتلفَا وزنا فمطرف نَحْو {مَا لكم لَا ترجون لله وقارا وَقد خَلقكُم أطوارا} أَو اسْتَوَى الْقَرِينَتَانِ وزنا وتقفية فترصيع كَقَوْل الحريري
(فَهُوَ يطبع الأسجاع بجواهر لَفظه ... ويقرع الأسماع بزواجر وعظه)
وَإِلَّا بِأَن تستويا وزنا فمتواز كَقَوْلِه تَعَالَى {فِيهَا سرر مَرْفُوعَة وأكواب مَوْضُوعَة}
التشريع هُوَ بِنَاء الْبَيْت على قافيتين يَصح الْمَعْنى بِالْوُقُوفِ على كل مِنْهُمَا كَقَوْل الحريري
(يَا خَاطب الدُّنْيَا الدنية إِنَّهَا ... شرك الردي وقرارة الأكدار)
(دَار مَتى مَا أضحكت فِي يَوْمهَا ... أبكت غَدا بعدا لَهَا من دَار)
لُزُوم مَا لَا يلْزم الْتِزَام حرف قبل الروي وَهُوَ آخر الْبَيْت وَقبل الفاصلة كَقَوْلِه تَعَالَى {فَأَما الْيَتِيم فَلَا تقهر وَأما السَّائِل فَلَا تنهر} وَقَول المعري
(كل وأشرب النَّاس على خبْرَة ... فهم يَمرونَ وَلَا يُعَذبُونَ)
(وَلَا تصدقهم إِذا حدثوا ... فإنني أعهدهم يكذبُون)
الْقلب أَن يقْرَأ عكس الْكَلَام كطرده نَحْو {كل فِي فلك} {وَرَبك فَكبر} التَّضْمِين ذكر شَيْء من كَلَام الْغَيْر فِي كَلَامه فَإِن كَانَ المضمن بَيْتا فاستعانة لِأَنَّهُ اسْتَعَانَ بِهِ كَقَوْل شيخ الْإِسْلَام أبي الْفضل بن حجر فِي مرتبَة شَيْخه شيخ الْإِسْلَام البُلْقِينِيّ رَحمَه الله تَعَالَى
(مُحدث قل لمن كَانُوا قد اجْتَمعُوا ... اليسمعوا مِنْهُ فزتم مِنْهُ بالوطر)
(علوتم فتواضعتم على ثِقَة ... لما تواضع أَقوام على غرر)