الْمسند ذكره وَتَركه لما مر فِي الْمسند إِلَيْهِ من النكت كَقَوْلِه فَإِنِّي وقيار قرب بهَا لغريت حذف الْمسند فِي قيار اختصارا للقرينة مَعَ ضيق الْمقَام وَقَوله تَعَالَى {وَلَئِن سَأَلتهمْ من خلق السَّمَاوَات وَالْأَرْض ليَقُولن خَلقهنَّ الْعَزِيز الْعَلِيم} ذكر خَلقهنَّ وَإِن تقدّمت قرينَة عَلَيْهِ احْتِيَاطًا
وَكَونه مُفردا لكَونه غير سببي بِأَن كَانَ مَعْنَاهُ للمسند إِلَيْهِ مَعَ عدم إِفَادَة التَّقْوَى للْحكم نَحْو زيد قَائِم فَإِن كَانَ سببيا نَحْو زيد قَامَ أَبوهُ أَو أَبوهُ قَائِم أَو مُفِيدا للتقوى نَحْو زيد قَامَ لما فِيهِ من تكْرَار الْإِسْنَاد إِلَى زيد ثمَّ إِلَى ضَمِيره فَهُوَ جملَة قطعا وَكَونه فعلا أَي جملَة فعلية للتَّقْيِيد للمسند بِأحد الْأَزْمِنَة الْمَاضِي وَالْحَال والاستقبال وإفادة التجدد كَقَوْلِه
(أَو كلما وَردت عكاظ قَبيلَة ... بعثوا إِلَيّ عريفهم يتوسم)
أَي يتفرس الْوُجُوه شَيْئا فَشَيْئًا ولحظا فلحظا وَكَونه إسما لعدمهما أَي التَّقْيِيد والتجدد بِأَن يقْصد الدَّوَام والثبوت كَقَوْلِه لَا يألف الدِّرْهَم الْمَضْرُوب صرتنا
لَكِن يمر عَلَيْهَا وَهُوَ منطلق أَي ثَابت لَهُ ذَلِك دَائِما وَتَقْيِيد الْفِعْل بمعمول كمفعول مُطلق أَو بِهِ أَوله أَو فِيهِ أَو مَعَه أَو حَال أَو تَمْيِيز أَو اسْتثِْنَاء لتربية الْفَائِدَة إِذا الحكم كلما ازْدَادَ خُصُوصا إزداد غرابة وَكلما ازْدَادَ غرابة إزداد إِفَادَة وَتَركه أَي ترك التَّقْيِيد بذلك لمَانع مِنْهُ كانتهاز الفرصة أَو إِرَادَة أَن لَا يطلع الْحَاضِرُونَ على مفعول الْفِعْل أَو زَمَانه أَو مَكَانَهُ أَو هَيئته