في المسجد أعظم خطر من الذي يعملها في غير المسجد، والمقت إلى فاعلها في المسجد أسرع وإن كانا جميعا قد اشتركا في المعصية، لكن هذا في المعنى اكتسب ذنبين أحدهما هتك حرمة المسجد وقد حماه اللَّه تعالى عن ذلك بقوله تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ} [النور: 36]،
(إلا منه) والذنب الآخر المعصية، فهذا معنى التضعيف.
وفي أعلام المساجد عقب أثر كعب السالف نصّه أن يزداد قبحا وفحشا لأن المعاصي في زمن أو مكان شريف أشد جرأة أو أقل خوفا من اللَّه تعالى انتهى. وأما فضائل الإهلال بالحج والعمرة من بيت المقدس فمنه ما رواه محمد بن إسحاق عن سليمان بن سحيم عن يحيى بن أبي سفيان عن أم حكيم بنت أمية عن أم سلمة أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "من أهلَّ بعمرة من بيت المقدس غفر اللَّه له" وأخرجه أحمد عن يعقوب عن أبيه عن محمد بن إسحاق وزاد في آخره "فركبت أم حكيم إلى بيت المقدس حتى أهلت منه بعمرة.
وعن أم سلمة -رضي اللَّه عنها- أن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "من أهل ببيت المقدس غفر اللَّه ما تقدم من ذنبه وما تأخر وأدخل الجنة". وروى أبو داود بسنده على أم سلمة -رضي اللَّه عنها- أنها سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: يقول: "من أهل من بيت المقدس بحجة أو عمرة من المسجد الأقصى" "غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ووجبت له الجنة". وفىِ حديث آخر (من أحرم من بيت المقدس غفر "اللَّه" له) (وقد أحرم "منه") عمر بن الخطاب -رضي اللَّه عنه- بعمرة ثم قال: لوددت أني جئت بيت المقدس.
وعن نافع أن ابن عمر