الوليد بن عبد الملك على العمارة في بناء جامع دمشق، فوجدنا فيه مغارة فَعَرَّفْنَا الوليد بذلك، ولما كان الليل جاء والشمع بين يديه، فنزل فإذا هي كنيسة لطيفة ثلاثة في ثلاثة وإن فيها صندوق ففتحه فإذا سفط، وفي السفط رأس يحيى بن زكريا، مكتوب عليه رأس يحيى بن زكريا عليه الصلاة والسلام فأمر الوليد به فرد إلى مكانه وقالوا اجعلوا العمود الذي فوقه مغيرًا من الأعمدة كي يعرف وجعل عليه عمود مسقط الرأس.
وبسنده إلى أبي مسهر، ثم إلى سعيد بن المسيب قال: لما دخل بخت نصر دمشق سعد على الدرج حتى دخل الكنيسة التي هي اليوم المسجد الجامع، فرأى دم
يحيى بن زكريا يفور ويغلي فصلى عليه خمس وسبعون ألفًا حتى سكن الدم، فقال أبو مسهر: وإن رأس يحيى بن زكريا لتحت العمود المسقط شرقى المسجد وهو يعرف بعمود مسكاسك.
وبسنده إلى أبي مسهر أيضًا أن ملك دمشق بنى الحصن الذي حول المسجد داخل المدينة على ساحة مسجد بيت المقدس، وحمل أبواب بيت المقدس فوضعها على أبوابه، فهذه الأبواب التي على الحصن، هي أبواب بيت المقدس.
قال: ولما ولي عمر بن عبد العزيز رضي اللَّه عنه الخلافة، ورأى مسجد دمشق قال: إني أرى أموالًا أنفقت في هذا المسجد في غير حقها وأنا أستدرك منها فرده إلى بيت المال انزع هذه السلاسل، وأجعل مكانها حبالا، واقلع هذه الفسيفساء، واجعل مكانه الطين، واقلع هذا الرخام واجعل مكانه جصا قال: فبلغ ذلك أهل دمشق