فخرجوا إليه وهو بدير سمعان بأرض حمص فدخلوا عليه وقالوا: يا أمير المؤمنين بلغنا أنك تريد أن تصنع كذا وكذا قال: نعم، فقال له خالد بن عبد الملك القسري: ليس ذلك لك يا أمير المؤمنين قال: ولم لا يا ابن الكافرة وكانت أمه نصرانية رومية، فقال يا أمير: إن كانت نصرانية فقد ولدت رجلا مؤمنا قال صدقت واستحى عمر منه، وقال: لم تقل ذلك لي؟ قال: لأننا كنا معاشر أهل الشام نغزو بلاد الروم فنجعل على أحدنا حدا من فسس فيجيء به وذراع في ذراع من رخام أو أقل من ذلك أو أكثر مع قدر صاحبه فيكتري عليه أهل حمص إلى حمص وأهل دمشق إلى دمشق، وأهل فلسطين إلى فلسطين، وأهل الأردن إلى الأردن، وليس هو لبيت المال فأطرق عمر -رضي اللَّه عنه-، واتفق قدوم جماعة من الروم رسلا من عند ملكهم فلما دخلوا من باب البريد وانتهوا إلى الباب الكبير الذي قبله قبة النسر ورأوا ذلك البناء العظيم الباهر، والزخرفة التي لم يسمع بمثلها على وجه الأرض ضعف كثيرًا وخر مغشيا عليه،
فحملوه إلى منزله فبقى أيامًا مدنفا، فلما تماثل سألوه عما عرض له، ما كنت أظن أن يبني المسلمون مثل هذا البناء، وكنت أعتقد أن مدنهم تكون, أقصر من هذه، فلما بلغ ذلك عمر بن عبد العزيز