للشام قال: "أتدري ما يقول اللَّه تعالى في الشام؟ إن اللَّه يقول: يا شام أنت صفوتي من أرضى وبلادي أدخل فيك خيرتي من عبادي بأن اللَّه قد تكفل لي بالشام وأهله" وهذه شهادة
رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- باختيار الشام وتفضيلها، وباصطفائه ساكنيها واختياره لقاطنيها وقد رأينا ذلك بالمشاهدة وأن من رأى صالحي أهل الشام وبنسبتهم إلى غيرهم رأى بينهم من التفاوت ما يدل على اصطفائهم واجتبائهم، وقال عطاء الخراساني إني لما هممت بالنقلة شاورت من بمكة والمدينة والكوفة والبصرة وخراسان من أهل الكتاب فقلت أين ترون لي أن أنزل بعيالي فكلهم يقولون عليك بالشام؟ وروى صاحب كتاب الإنس بسنده إلى ابن عباس رضي اللَّه عنهما قال: قال رجل لرسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إني أريد الغزو، فقال له -صلى اللَّه عليه وسلم-: "عليك بالشام وأهله، ثم الزم من الشام عسقلان فإنه إذا دارت الرحى في أمتي كان أهل عسقلان في راحة وعافية".
وبسنده إلى أبي أمامة قال: لا تقوم الساعة حتى يتحول خيار أهل العراق إلى الشام ويتحول أشرار أهل العراق إلى العراق، وقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "عليكم بالشام" قالها ثلاثًا، وبسنده إلى عبد اللَّه بن عمر رضي اللَّه عنهما قال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "صلاة الفجر"، ثم انتقل فأقبل على القوم فقال لهم: "بارك