قبل الشام بأربعين عامًا، وبسنده إلى ابن عباس رضي اللَّه عنهما
قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مكة آية الشرف، والمدينة معدن الدين، والكوفة فسطاط الإِسلام والبصرة فخر العابدين، والشام موطن الأبرار، ومصر عن إبليس وكهفه ومستقره، والزنا في الزنج، والصدق في النوبة، والبحرين وأهل اليمن أفئدتهم رقيقة ولا يعدوهم الرزق والأئمة من قريش، وسادة الناس بنو هاشم" وبسنده إلى ابن جوالة أيضًا عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- أنه قال: "ستكون أجناد مجندة شام ويمن وعراق -واللَّه أعلم- بأيها بدأ ألا وعلكيم بالشام ألا وعليكم بالشام فمن كره فعليه بيمنه وليبق من عذره فإن اللَّه قد تكفل لي بالشام وأهله" وبسنده إلى واثلة بن الأسقع قال: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول لحذيفة بن اليمان، ومعاذ بن جبل، وهما يستشيرانه في المنزل فأومأ إلى الشام ثم سألاه، فأومأ إلى الشام ثم قال: "عليكم بالشام فإنها صفوة بلاد اللَّه يسكنها خيرته من عباده فمن أبي فليلحق بيمينه وليبق من عذره فإن اللَّه تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله"، أو قال: "قد تكفل بالشام وأهله"، وبسنده إلى جبير بن نفير عن عبد اللَّه بن جوالة قال: كنا عند رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فشكوا إليه الفقر والعُري وقلة الشيء فقال -صلى اللَّه عليه وسلم-: "بشروا فواللَّه لا نأمن كثرة الشئ أخوف عليكم من قلته" الحديث.
وفيه قال ابن جوالة قلت فاختر لي يا رسول اللَّه إن أدركني ذلك قال: "أختار لك الشام فإنها صفوة اللَّه من بلاده، وإليه تجيء صفوته من عباده يا أهل الإسلام، عليكم بالشام فإن صفوة اللَّه من الأرض الشام فمن أبي فليلحق بيمينه وليبق من عذره فإن اللَّه قد تكفل لي بالشام وأهله"، ورواه صاحب ترغيب أهل الإِسلام بلفظ آخر عن ابن جوالة قال يا رسول اللَّه اختر لي بلدا أكون فيها فلو أعلم أنك تبقى لي لم أختر على قربك شيئًا قال: "عليك بالشام" فلما رأى كراهتى