في حجر غير جهولا أمله ... بموت من جاء أجله لم تغن عنه حيله
زاد بعض أهل العلم ... والمرء لا يصحبه في القبر إلا عمله
قال: وحدث محمد بن الخطب خطب مسجد إبراهيم عليه السلام، قال: سمعت محمد بن إسحاق النحوي يقول: خرجت مع القاضي أبي عمر، وعثمان بن جعفر بن شادان، إلى قبر إبراهيم عليه السلام: فأقمنا ثلاثة أيام، فلما كان اليوم الرابع، جاء إلى النقش المقابل لقبر ريقة زوجة إسحاق عليه السلام، فأمر بغسله حتى ظهرت كتابته وتقدم وأمر أبي بأن أنقل ما هو مكتوب في الحجر إلى درج كان معنا على التمثيل فنقلته ورجعنا إلى الرملة فأحضر أهل كل لسان ليقرؤوه عليه، فلم يكن فيهم أحد يقرؤه لكنهم أجمعوا أن هذا بلسان اليوناني القديم، وأنهم لا يعلمون أن أحدًا بقي يقرؤه غير شيخ بحلب فعمل على إحضاره إليه، فلما حضر عنده أحضرني فإذا هو شيخ كبير فأملى على الشيخ المحضر من حلب فأنقل في الدرج في التمثيل باسم إلهى وإله العرش القاهر الهادي الشديد البطش، العلم الذي بحذا هذا قبر ريقة زوجة إسحاق، والذي بإزائه قبر إسحاق، والعلم الأعظم الذي يوازيه قبر إبراهيم الخليل -صلى اللَّه عليه وسلم-، والعلم الذي بحذائه من الشرق قبر زوجته سارة، والعلم الأقصى الموازي لقبر إبراهيم قبر يعقوب، والعلم الذي يليه من الشرق قبر ليقا زوجة يعقوب، صلوات اللَّه وسلامه عليهم أجمعين، وكتب العيص بخطه، قال: واسم زوجة يعقوب إليا، وفي بعض الكتب ليا، والمشهور ليقا واللَّه أعلم.
قال الحافظ ابن عساكر، قرأت في بعض الكتب لأصحاب الحديث ونقلت منها، قال محمد بن أبي بكر إن ابن محمد الخطب خطيب مسجد إبراهيم عليه السلام، وكان قاضيا بالرملة في أيام الراضي باللَّه تعالى في سنة نيف وعشرين وثلاثمائة وما بعدها وله رواية في الحديث وسمع من جماعة، وحدث عنه جماعة من أهل العلم، قال:
سمعت محمد بن أحمد بن علي بن جعفر الأنباري، يقول: