أحبائي. فقال -صلى اللَّه عليه وسلم-: حسبي اللَّه ونعم الوكيل، وكان -صلى اللَّه عليه وسلم- أول من جرد من ثيابه في سبيل اللَّه فلذلك كساه اللَّه في ذلك المحل قميصًا من الجنة وادخر له كسوة يكسى بها أول الخلق في القيامة كل ذلك وهو بمشهد من الخلق ينظرون إليه، فلما رآه وقد أكرمه اللَّه بما أكرم به آمن باللَّه جمع كثير في سر من نمرود، قال: وخرج إبراهيم من مكانه يمشي وفارقه جبريل عليه السلام فأقبل نحو منزله فأرسل إليه نمرود وسأله عن كسوته ورفيقه فقال له: إنه ملك أرسله إلي ربي وقص عليه القصة، فقال نمرود: إن إلهك الذي تعبده لإله عظيم وإني مقرب قربانًا إليه لما رأيت من عزته وقدرته فيما صنع بك حين أبيت إلا عبادته قال: فقرب أربعة آلاف بقرة ثم احترم إبراهيم بعد ذلك وكف عنه، ثم قال له يومًا: أسألك أن
تخرج من أرضى هذه إلى حيث شئت فأجابه إلى ذلك وخرج هو وأهله فنزل الرها، ثم انتقل إلى حلب، ثم إلى الشام، ثم إلى بيت المقدس إلى محله الآن، فهو أول من هاجر من وطنه في ذات اللَّه حفظًا لإيمانه فلما أن فعل ذلك جازاه اللَّه تعالى أن جميع الملل تفد إليه سعيًا من سائر أقطار الدنيا.
وعلى ذكر صباه وكرمه، وذكر الخلة واختصاصه بها أقول: روى صاحب كتاب الأنس بسنده إلى عكرمة قال: كان إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام يدعى أبا الضيفان، وقال الغزالي في باب الضيافة من كتاب الإحياء أن