وهذا أصح مما رواه الفاكهي عن حذيفة أنه رفع ولم يحجه أحد بين نوح وبين إبراهيم عليهما السلام، قال: وأما أبونا إبراهيم عليه السلام فإنه لما بعثه اللَّه تعالى إلى نمرود وهو بأرض بابل وكان من أمره ما قصه اللَّه تعالى في كتابه العزيز حين نجاه منه وخلصه من كيده ومكره هاجر عند ذلك إلى الشام واستقر بالأرض المقدسة متخليا لعبادة اللَّه متوجها إليها وأهل الكتاب يزعمون أنه خرب قبته شرقي بيت المقدس وفي هذه المدة حملت منه هاجر وولدت إسماعيل وكان من أمرها مع سارة ما هو مشهور فنقلها إبراهيم بابنها

إلى وادي مكة شرفها اللَّه تعالى وكان يزورهم على السراق المرة بعد المرة ثم يرجع إلى الأرض المقدسة وفي هذه المدة لم يبلغنا أين كان يستقبل فلما أمره اللَّه تعالى ببناء البيت الحرام بناه واستقبله بنوه بعده إلى زمن موسى عليه السلام لا أعلم في ذلك خلافا بين الممسلمين وإنما خالف اليهود، ففي تفسير الواحد عن ابن عباس رضي اللَّه عنهما في قوله تعالى: {مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا} [البقرة: 142]، أن ضمير قبلتهم وكانوا يعودون إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط لأنهم كانوا يزعمون أن قبلة إبراهيم كانت بيت المقدس وليس ذلك بأول فريتهم ومكابرتهم قال ابن عباس وغيره في قوله تعالى: {فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا} [البقرة: 144] قالوا الكعبة لأنها كانت قبلة إبراهيم فإني قلت لو كان إبراهيم وبنوه يستقبلون الكعبة لدفنوا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015