أمام الملأ. أما المادة السابعة عشرة فيقول: "إن مناكحتهم -أي المسلمين- ممنوعة قطعًا".
وعلم المسئولون بأن "سباتاي" يجمع أنصاره على طقوس وعبادات وعقائد خاصة، فانكشف زيفه وعلموا أن إسلامه إنما كان تكأة، فقبض عليه ونفي إلى برات في ألبانيا مع بعض أتباعه، وبقي هناك خمس سنوات تزوج خلالها من امرأة يهودية من سلانيه اسمها "بوهيفيد"، فأسماها عائشة بعد أن ماتت زوجته الأولى سارة، ثم مات هو في الثلاثين من سبتمبر سنة 1675 للميلاد، وقد ناهز التاسعة والأربعين عامًا ودفن على ضفة نهر هناك.
لم تنتهِ دعوة "سباتاي زئيفي" بموته، فقد كان بعض أتباعه القياديين على استعداد لمتابعة العمل والمسيرة، منهم عبد الغفور أفندي واسمه الحقيقي "جوزيف بيلوسوف"، وهو والد زوجته "يوهيفيد"، ومنهم عبد الله يعقوب جلبي واسمه الحقيقي "جوزيف كيريدو" أخو زوجته، واستقر الاثنان في "سيلانيك" وجمعا حولهما كل الأنصار والأتباع في محاولة للمحافظة على وحدة الجماعة وتماسكها، ولم يكتف الدونمة بالتميز عن الناس من كل الأديان والمذاهب بعقيدتهم فقط، بل صاروا أيضًا يعرفون بأزيائهم، فنساؤهم ينتعلن الأحذية الصفراء ورجالهم يضعون على رؤوسهم قبعات صوفية بيضاء، لفت عليها عمائم خضر، وكانوا يقبلون في الأعياد فقط مع الجماعة ولا يصومون ولا يهتمون بالاغتسال.
وبهذا كانوا يراعون تمامًا ما ذكره لهم "سباتاي" في وثيقته لهم، ولم يبقَ الدونمة على وحدتهم وتماسكهم بعد موت "سباتاي زئيفي"، بل إنهم تفتتوا إلى شراذم