ومذاهب وطرق، فلقد تولى يعقوب جلبي رئاسة الدونمة في "سيلانيك" بعد موت "سباتاي"، وكان قد أخذ منه الوعد بالخلافة على رئاسة الجماعة وهو على فراش المرض، ونظم يعقوب هذا عقائد الأتباع وطقوسهم ورتب أمورهم، وطلب مثل "سباتاي" مراعاة عادات المسلمين الظاهرة، غير أن فرقة منهم لم توافق على ذلك، واجتمع أفرادها تحت زعامة رجل منهم يدعى مصطفى جلبي، وبهذا كان أول انقسام في طائفة الدونمة، فسميت الأولى فرقة يعقوب جلبي باسم اليعقوبيين، وفرقة مصطفى جلبي باسم القراقاشي أو حزب عثمان بابا، وكان ذلك بعد مرور أربعة عشر عامًا على موت "سباتاي زئيفي" المؤسس. وفي سنة ألف وسبعمائة وعشرين للميلاد حصل انشقاق آخر داخل طائفة القراقاش نفسها، وانفصلت عنهم جماعة برئاسة إبراهيم أغا أحد رؤسائهم وعرفوا باسم البابو، وهذه الفئات أو الطوائف الثلاث لا تتزاوج مع أتباع الأديان الأخرى ولا تناكح بعضها أيضًا، فلا يستطيع الفرد منهم التعرف إلى حياة الطائفة الخاصة إلا بعد الزواج.
بعض تقاليد الدونمة وعاداتهم:
من تقاليد الدونمة وعاداتهم وليمة الخروف، فللدونمة أعياد كثيرة تزيد على العشرين، يحتفل بأهمها في اليوم الأول من فصل الربيع الثاني والعشرين من شهر مارس، وقد كتب أحدهم -وهو رشدي قراقاش زاده- موضحًا بعض مراسم هذا العيد فقال: "يحتفل بعيد الخروف في الثاني والعشرين من شهر مارس وهو عيد ليلي، حيث يؤكل لحم الخروف لأول مرة من عام جديد وذلك بمراسم خاصة، حيث تقتضي العادة أن يوجد في الحفلة الواحدة رجلان وامرأتان على